من الطبيعي جداً ألا يتحمّل طفلكِ الذي يتراوح عمره بين الأربع والثماني سنوات إشارات العنف والنزاع في الكتب والأفلام. فمخاوف الأطفال وقلقهم تبلغ أقصى حدٍّ لها في هذه المرحلة، وتجعل من ردّ فعلهم القوي أمراً عادياً ومعقولاً، لاسيما أنّ لبعض الكتب والبرامج القدرة على سبر أعماق الأطفال والتطرق إلى المخاوف الكامنة فيهم.
أسباب خوف الطفل من صالون الحلاقة
وقد يبدو تصرّف طفلكِ غريباً بعض الشيء بخاصةٍ إن كان إخوته الآخرون يستمتعون بالقصص المخيفة وروايات القتال والمعارك. ولكنّ ردود الفعل تختلف بين طفلٍ وآخر. وفي حين يعشق بعض الأطفال أفلام ديزني، يكرهها البعض الآخر. وهذا أمر طبيعي للغاية. هذا وقد تكون حساسية طفلكِ الزائدة جزءاً من طبعه. كما قد تكون ناتجة عن مروره بظرفٍ مؤلمٍ يثير قلقه، كالتعرّض للمضايقة من قبل معلمه في المدرسة. وفي هذه الحالة، عليك أن تستفسري بذكاء عن سبب اضطراب طفلكِ وما إذا كان يواجه مشكلة ما، وعليك أيضاً أن تتأكدي من أنّ مخاوفه تزول بمجرد إغلاق الكتاب أو تغيير البرنامج. فإن لم تكن الحال معه كذلك وإن استمرّ مضطرباً أسبوعاً كاملاً بعد مشاهدته أحد الأفلام الكرتونية عن السحرة والجنّ مثلاً، وإن بدأ اضطرابه يتداخل بحياته اليومية، فيرفض اللعب في الغرفة لوحده أو يخشى الاستحمام في المغطس. عندئذٍ سيكون عليكِ أن تتحدثي بالأمر إلى طبيبه الخاص أو أحد المستشارين الاجتماعيين في المدرسة، ليساعدك على إيجاد الحلّ الناجع لمشكلته.