ليس هناك موقف محرج لا بل مزعج أكثر من أن يستوقفك أحدهم ويسألك "هل أنت حامل؟" بسبب وزنك الذي لم تتمكني من فقدانه بعد مرور عامٍ من الولادة.
نعم، هذا ما حصل معي حين كنت أصطحب طفلي البالغ من العمر السنة إلى عيادة الطبيب لإجراء الفحوص اللازمة. كانت العيادة مزدحمة لدرجةٍ أني بقيت واقفة حتى سمعت صوت امرأةٍ تقول لي: "تفضلي واجلسي مكاني". وعندما رفضت مبادرتها بشكرها، أصرّت عليّ، قائلةً: "تفضلي،تفضلي، لا يجب أن تبقي واقفة من أجل طفليك"!
"طفليك؟"… أنا لا أحضن سوى طفل واحد، من أين أتت تلك المرأة بالطفلين؟!! ولكن الأمر سرعان ما اتضح حين سألتني: "في أي شهرٍ أنت حامل؟" عندها علمت أنّها أخطأت التقدير، فظنّت أنّ تلك الدهون المتراكمة عند منطقة البطن هي طفلي الآخر المنتظر.
إبتسمت، وأنا أكيدة أنها كانت أشبة بابتسامةٍ "مصطنعة" على وجهي؛ من جهةٍ، لا يُمكنني إنكار نيّة المرأة الحسنة ومبادرتها اللطيفة التي لا يُمكن مقابلتها سوى بالمثل، ومن جهةٍ أخرى، نفسيتي تدمّرت! هل أبدو سمينة إلى هذه الدرجة؟!
عندما عدت إلى المنزل وأطعمت صغيري وجعلته يخلد إلى النوم، نظرت إلى المرآة لأكثر من 10 دقائق وعلامات الذهول على وجهي! أخذت أغيّر ملابسي وأجرّب تلك التي كنت أرتديها قبل الحمل، ولاحظت فعلاً أنّ المرأة لم تخطئ في تقديرها!
إتصلت بأخصائية التغذية، حجزت موعداً، وأصبح وزني الزائد أشبه بعقدةٍ نفسية تحتاج بنفسها إلى علاج. ولكن، بفضل الأخصائية، فهمت أنّ الأمر طبيعي ويحصل مع الكثير من النساء كما يُمكن حلّه باتباع النظام الغذائي الصحي والمناسب.