تُظهر دراسة حديثة أنّ العطور الصناعية المنتشرة في المنازل تسبّب اضطرابات في التنفس عند الأطفال والبالغين على حدٍّ سواء. ومع ازدياد استخدام المعطّرات والمنظّفات ذات الروائح القوية، بدأ الأطباء يلاحظون ارتفاعًا في حالات الحساسية والسعال المزمن بين أفراد العائلة.
ولأنّ هذه المنتجات تُعتبر جزءًا من الروتين اليومي في معظم البيوت، من الضروري فهم تأثيرها على الجهاز التنفّسي والبحث عن بدائل أكثر أمانًا. في هذا المقال، نكشف أبرز المخاطر المرتبطة بهذه العطور، ونقدّم حلولًا بسيطة للحفاظ على هواء المنزل نقيًّا وصحّيًا.
المكوّنات الخفيّة وراء الرائحة
تحتوي العطور الصناعية مئات المواد الكيميائية، منها الفثالات والمذيبات العضوية. هذه المركّبات تتبخّر بسرعة وتدخل إلى الرئتين مع كلّ نفس. ومع مرور الوقت، تسبّب الالتهابات في الأغشية المخاطية وتضعف الجهاز التنفّسي. كذلك، تؤدّي التفاعلات الكيميائية بين هذه المواد والهواء الداخلي إلى إنتاج مركّبات ثانوية مضرّة، مثل الفورمالدهيد، الذي يصنّفه العلماء كمادة مهيّجة للرئتين.
ولأنّ الأطفال يستنشقون كميات أكبر من الهواء مقارنةً بحجم أجسامهم، تظهر العوارض لديهم بشكل أسرع، مثل ضيق النفس أو السعال الليلي. لذلك، من المهمّ قراءة مكوّنات المنتج قبل شرائه والتأكّد من خلوّه من العطور الصناعية القوية.
عوارض تنبّه إلى الخطر
تبدأ العوارض عادةً بسعال بسيط أو صداع متكرّر بعد تنظيف المنزل أو استخدام معطر الجوّ. ومع الوقت، يشعر بعض الأشخاص بانسداد في الأنف أو حرقة في الحلق. وتشير الأبحاث الحديثة إلى أنّ التعرّض المستمر لهذه المواد يزيد احتمال الإصابة بالربو أو التهاب القصبات المزمن.
كذلك، يلاحظ الأطباء أنّ مرضى الحساسية يتأثّرون بسرعة أكبر. إذ تزداد لديهم نوبات العطس وصعوبة التنفّس في الأماكن المغلقة التي تحتوي عطور صناعية. من هنا، يُنصح بتهوية المنزل يوميًا وفتح النوافذ لتجديد الهواء.
بدائل طبيعية وصديقة للصحة
لحسن الحظّ، تتوفّر حلول بسيطة تحافظ على رائحة المنزل الجميلة دون الإضرار بالصحة. يمكن مثلًا استخدام الزيوت العطرية الطبيعية مثل اللافندر أو النعناع، فهي تمنح رائحة لطيفة وتساعد على الاسترخاء. كما يُمكن غلي قشور الليمون أو القرفة في الماء لتعطير الجوّ بطريقة طبيعية وآمنة.
إضافةً إلى ذلك، يساهم وجود النباتات المنزلية مثل الألوفيرا واللبلاب في تنقية الهواء من المركّبات الضارّة. ما يجعل البيئة الداخلية أكثر نقاءً وصحّة.
في النهاية، تُثبت الدراسة أنّ العطور الصناعية في المنزل لا تضيف الجمال فحسب، بل قد تحمل معها مخاطر صحّية خفيّة. لذا، من الضروري أن تختار العائلة منتجات طبيعية وتحرص على تهوية الغرف بانتظام. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن أسرار النظافة الآمنة من تعليمات الوقاية الصحية داخل المطبخ التي تحمي عائلتكِ!