كشفت دراسة أوروبية حديثة عن علاقة مباشرة بين قلّة النوم وخطر الإصابة بالخرف. أوضحت النتائج أنّ النوم أقل من ست ساعات يوميًا يضاعف هذا الخطر بشكل واضح. يلفت هذا الاكتشاف الانتباه إلى أهمية النوم كعنصر أساسي في الوقاية من الأمراض العصبية.
وفي ظلّ تسارع نمط الحياة وتزايد ساعات العمل الطويلة، يهمل الكثيرون الراحة الليلية. غير أنّ هذه الدراسة تؤكّد أنّ السهر المستمر لا يرهق الجسد فقط، بل يهدّد أيضًا سلامة الدماغ والذاكرة على المدى البعيد.
النوم ودوره الحيوي في صحة الدماغ
يؤدّي النوم دورًا محوريًا في تنظيف الدماغ من السموم المتراكمة خلال اليوم. يعمل الجهاز العصبي أثناء النوم على إعادة شحن الطاقة، وتنظيم الذاكرة، وتعزيز التركيز. عندما تقلّ ساعات النوم، تتعطّل هذه العمليات الحيوية، ما يؤدي إلى تراكم البروتينات المرتبطة بالخرف مثل “بيتا أميلويد”. لذلك، يصبح الحصول على النوم الكافي شرطًا أساسيًا للحفاظ على الوظائف الإدراكية.
نتائج الدراسة الأوروبية
أظهرت الدراسة التي شملت آلاف المشاركين على مدى سنوات طويلة أنّ الأفراد الذين ينامون أقل من ست ساعات يومياً يواجهون خطرًا مضاعفًا للإصابة بالخرف مقارنة بغيرهم. كما أوضح الباحثون أنّ جودة النوم لا تقلّ أهمية عن مدّته، إذ يؤثر الأرق المتكرر أو الاستيقاظ المتقطّع سلبًا على الدماغ. هذه النتائج دفعت الأطباء إلى التأكيد على أنّ النوم ليس رفاهية، بل ضرورة طبية.
خطوات عملية لتحسين النوم
ينصح الخبراء بإنشاء روتين ثابت للنوم من خلال النوم والاستيقاظ في أوقات محدّدة. كما يساعد الابتعاد عن الأجهزة الإلكترونية قبل النوم على تحسين نوعيته. إضافة إلى ذلك، تؤدّي ممارسة النشاط البدني المعتدل وتجنّب المنبّهات في المساء دورًا أساسيًا في تعزيز الراحة الليلية. ومع اعتماد هذه الخطوات، ترتفع فرص الوقاية من الخرف وتحافظ الصحة العقلية على استقرارها.
تؤكد هذه الدراسة أنّ النوم أقل من ست ساعات يوميًا لا يضرّ بالصحة العامة فقط، بل يضاعف خطر الإصابة بالخرف. لذلك، يصبح الاهتمام بجودة ومدة النوم خطوة أساسية في حماية الدماغ والوقاية من الأمراض العصبية. فالراحة الليلية ليست مجرّد عادة، بل علاج طبيعي يمدّ الجسد والعقل بالقوة والتوازن. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ أنّ الضحك يحمي قلبك ويعيد توازنك النفسي.