حوالى الساعة الثالثة من بعد الظهر، يمشي الكثير من المواطنين في صنعاء، وهي عاصمة اليمن، وهم يتمتّعون بمزاج جيد وسعادة "وهمية" تجعلك تظنّين بأنّهم يتعاطون الحبوب المخدرة ولكنّ الحقيقة تختلف بعض الشيء عمّا قد تظنّينه، إذ هذه المرة التعاطي يعتمد على الطبيعة وتحديداً على شجيرة القات التي تحتوي على مركبات عضوية أهمها "الكاثين" و"النوربسيدو إفيدرين" وهي مواد لها تأثير المنشطات في الجسم. ويتم استخدام القات في العديد من البلدان من شبه الجزيرة العربية والقرن الأفريقي، إلّا أنّها أكثر انتشاراً في دولة اليمن. إذ وفقاً للإحصائيات يمضغ القات حوالى 90% من الرجال في اليمن وامرأة من كل 4 نساء. ولكن ما قد يجهله هؤلاء هو أنّ القات يؤدّي إلى الإدمان بحسب ما ذكرت منظمة الصحة العالمية. وعلى الرغم من أنّ المواد التي تحتوي عليها هذه الشجيرة تحفّز الخلايا العصبية ما يحدّ من الشعور بالإجهاد والتعب، ويزيد القدرة على التركيز في الساعات الأولى للتعاطي، إلّا أنّه سيعقب ذلك شعور بالاكتئاب والقلق.
خطوات بسيطة للتخلص من إدمان الحبوب المنومة
ولا يقتصر الأمر على أضرار القات على الصحة النفسية والتي تتمثّل بشعور الإكتئاب، القلق، والأرق، ، بل تتعدّى ذلك لتطال أيضاً الصحة الجسدية والجنسية فتصيب المتعاطي بالعديد من المشاكل الصحية ومنها على سبيل المثال لا الحصر: سرعة خفقان القلب، ارتفاع ضغط الدم، ارتفاع حرارة الجسم، التعرّق، تقرّحات الفم، التهاب المريء والمعدة، أمراض اللثة،… بالإضافة إلى ما سبق، قد يختبر كلّ من يتعاطى القات صعوبة في التبول، ظهور الإفرازات المنوية اللإرادية بعد التبول أو خلال المضغ، وضعفاً جنسياً ناتجاً من الإدمان. ولا يمكن أن ننسى ذكر تأثير القات على معدلات السكر في الدم، فاستخدام هذه العشبة يؤدّي إلى رفع نسبة السكر ما يجعل المتعاطي أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري. ولأنّ هذا النبات يؤثّر بشكل سلبي على الجهاز الهضمي، فإنّ ذلك يجعله أحد أسباب الإصابة بعسر الهضم وفقدان الشهية ما يؤدّي إلى سوء التغذية.
وإذا كانت كافة هذه الآثار الجانبية لا تكفي للإقتناع بالتخلي عن القات فقد يغيّر رأيك التالي: بعد إجراء العديد من الدراسات، ربط الأطباء بين مضغ القات وارتفاع حالات سرطان الفم وذلك جرّاء انتشار رش مواد كيميائية ممنوعة عالمياً بشكل بودرة أثناء زراعة هذا النبات.
ملاحظة هامة:
*الحمل، الرضاعة، واستخدام القات: على الرغم من أنّه يجب الإمتناع عن استخدام القات نظراً لما يتسبّب به من أضرار على الصحة، إلّأ أنّ الحمل والرضاعة يضاعفان التشديد على عدم استخدامه وذلك لأنّ المواد التي يحتوي عليها قد تتسبّب بمشاكل صحية لدى الجنين والرضيع.