هل لاحظتِ أن الأكثرية الساحقة لمشاهد الولادة في المسلسلات والأفلام تركّز على فعل "دفع" الطفل خارجاً، وذلك من خلال حث الأم على الشدّ؟ هذا التعميم دفعكِ كحال الجميع إلى التسليم جدلاً بأن هذا الأسلوب هو الأمثل لتسريع الولادة وإخراج الطفل بسهولة… ولكن ما لا تعلمينه في هذا السياق هو أنّ هذه الخطوة هي في الواقع خاطئة!
إذ تبيّن أنّ حثّ الأم على الدفع بشكل عشوائي وغير مدروس يزيد من إحتمال تمزق المهبل خلال خروج الطفل، وما ينجم عن ذلك من مضاعفات تكون أحياناً خطيرة.
فبدلاً عن الإستعجال في الإنجاب، يشدد الأطباء مؤخراً، وإستناداً على تجارب حديثة، على أهمية التمهل خلال المخاض، وحتّى إعتماد وضعيات جديدة تسهّل اخراج الطفل بأقل تمزّق ممكن. هذا التحذير جاء بعد أن أصبح التمزق أو الحاجة لشق العجان أمراً شائعاً بشكل لافت خلال الولادة الطبيعية، لنجد أن 9 نساء من أصل 10 بتن يختبرن هذه المشكلة والتي في الحالات الأكثر تقدماً تؤدي إلى سلس البول ومشاكل في العصب لمدى الحياة.
تجدر الإشارة إلى أنّ العمل إنطلاقاً من هذ المبدأ أصبح قيد التنفيذ في مختلف المستشفيات حول العالم، لتظهر النتائج تحسناً ملحوظاً في نسبة تمزق المهبل خلال الولادة بين النساء اللوتي يلجأن إلى الولادة الطبيعية.
فإن إنتابكِ الفضول عن الموضوع، لا تترددي في إستشارة الطبيب النسائي أو القابلة القانونية وسؤالهما عن الوضعيات التي تعزز خروج الطفل بأقل نسبة دفع ممكنة، لإختيار الأسلوب الأكثر أماناً وملائمةً لحالتكِ، بشكل يبعد المخاطر الصحية عنكِ وعن طفلكِ المستقبلي أيضاً!
وتذكرّي أن تثقي بالطاقم الطبي وتتبعي إرشاداته بغض النظر عمّا إعتدت رؤيته على شاشات التلفزة وفي أفلام السينما!
إقرئي المزيد: 4 معتقدات شائعة ولكن خاطئة عن الولادة الثانية!
