إن كنتِ تتساءلين عمّا إذا كان اشتعال الصائم غضباً وإقدامه على الشتيمة في خلال شهر رمضان المبارك يُبطل صيامه ويُفطّره أم لا؟ الحق يُقال إنّ الشتيمة والكلام البذيء الناتجين عن حالة الغضب الشديد التي يعجز فيها المرء عن السيطرة على نفسه وأعصابه، لا يُبطلان صيامه بالمعنى الحرفي للكلمة، إنما يحرمانه المكافأة والثواب.
تعرّفي على مفطّرات الصيام المعاصرة
ألا إنّ على كل مسلمٍ مؤمنٍ التحكّم بذاته وصون لسانه عن الكلام المؤذي والنابي، والحرص على عدم النميمة وقول الشتائم والثرثرة واغتياب الآخرين، وتجنّب كل ما يُهلك وما لا يُرضي رب العالمين لا سيما في زمن الصوم. ففي مثل هذه الفترة، يكون الوضع أكثر جديةً وعلى المرء أن يكون أكثر حذراً وأن يعمل بجد أكبر للحفاظ على نزاهة صيامه ومصداقيته وتلافي كل ما يمكن أن يضرّ بالآخرين أو أن يسبب لهم الإزعاج أو يثير غضبهم أو يقسم في ما بينهم، ذلك أنّ النبي محمد (ص) أوصى أتباعه بعدم التعرض للصائم بينهم وعدم دفعه بأي وسيلة من الوسائل لارتكاب الفحشاء أو رفع صوته. كما دعاهم إلى مقابلة كل كلمة بذيئة وكل تصرّف سيء بتعبير "اللهم إني صائم!": "الصِّيَامُ جُنَّةٌ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَجْهَلْ وَإِنْ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ أَوْ شَاتَمَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي صَائِمٌ " وكان الله مصدر قوتكم وليُساعدكم على تجنّب كل ما يُفطّر في رمضان!