تسألين عن فوائد القيلولة على دماغ الطفل في مرحلة ما قبل المدرسة؟ تابعي القراءة لتتمكني من الحصول على الإجابة العلمية.
عندما يكبر الطفل وينتقل إلى مرحلة ما قبل المدرسة، تبدأ العديد من الأمهات في التساؤل عن موعد نومهم في الحضانة. في الحقيقة، أظهرت دراسة جديدة أجرتها عالمة النوم بجامعة ماساتشوستس أمهيرست، ريبيكا سبنسر، وتريسي ريجينز، أخصائية نفسية للأطفال في جامعة ميريلاند ومتخصصة في تنمية الذاكرة، أن الأمر لا يتعلق بعدد الساعات، بل بنمو دماغ الطفل.
نظر فريق البحث في فلسفات مرحلة ما قبل المدرسة التي تختلف حول وقت القيلولة ووجدوا أنها لم تكن موحدة في جميع المجالات. خصصت بعض المدارس وقت قيلولة بينما لم ير البعض الآخر الحاجة.
لذا، من المهم أن تتابعي القراءة لتتمكني من فهم أهمية القيلولة وفوائدها على نمو دماغ طفلكفي مرحلة ما قبل المدرسة.
أهمية القيلولة في مرحلة ما قبل المدرسة
ركزت دراسة الدكتورة سبنسر بشكل أساسي على كيفية تأثير القيلولة على ذاكرة الأطفال في سن ما قبل المدرسة، وبخاصّةٍ الذاكرة التقريرية. هذا عندما يتعلم الطفل شيئًا ما بنشاط، على سبيل المثال عندما يكون في فصل دراسي في المدرسة. وقد ثبت أن القيلولة تعطي فائدة فورية لهذا النوع من الذاكرة. كما رأت سبنسر وفريقها أن القيلولة مهمة في مجالات أخرى لرفاهية الطفل.
توضح الدكتورة سبنسر: “نرى أن القيلولة تساعد أيضًا في أمور مثل التعلم العاطفي. لقد رأينا أن القيلولة مفيدة في جميع المجالات للعديد من المهام المختلفة. لكن بعض المهام تستفيد من النوم الإضافي بين عشية وضحاها”.
تضيف الدكتورة سبنسر أن رد الفعل العاطفي للطفل يزداد أيضًا إذا حرم من القيلولة. تشرح أنه إذا كان الطفل معتادًا على القيلولة ولا ينام أثناء النهار، فإن المحفزات العاطفية تشتت انتباه الطفل.
بعد إجراء عدة أنواع مختلفة من الاختبارات ، وجد الدكتور سبنسر أن القيلولة بشكل عام لها قيمة كبيرة ولها مجموعة واسعة من الفوائد ، حتى مع تقدم الأطفال في السن.
تأثير التوقف عن أخذ القيلولة على الدماغ
بمجرد دخول الأطفال مرحلة ما قبل المدرسة، قد تتغير بيئة القيلولة الخاصة بهم. قد يكون من الصعب على بعض الأمهات تحديد ما إذا كان من المقبول اعتماد انشطة ترفيهية للأطفال بدلًا من القيلولة أو ما إذا كانت هناك أسباب أخرى لرفض القيلولة.
تقول أليزا بريسمان، عن الأسباب التي تجعل الأطفال في سن ما قبل المدرسة يكرهون القيلولة: “تأكّدي من أن الأمر لا يتعلق ببعض الاحتياجات. قد يضطرون إلى التواصل عاطفيًا مع الكبار أو يشعرون أنهم فقدوا شيئًا.”
كما قالت الدكتورة سبنسر في هذا الإطار: “ما نعتقد أنه يحدث هو أن الحُصين يتطور بحيث يمكنه الاحتفاظ بمزيد من المعلومات. عندما يكون الأطفال قادرين على الانتقال من القيلولة، عندها يكون الحُصين قادرًا على الاحتفاظ بهذه المعلومات طوال اليوم”.
من النتائج، خَلُصت الدكتورة سبنسر إلى أن القيلولة ليست مهمة للأطفال فحسب، بل أن التوقف عنها مرتبط بمدى تطور الحُصين لديهم. وتقول:”عندما يكون الحُصين غير فعّال، يكون الأمر أشبه بامتلاك دلو صغير. وبالتالي سيمتلئ دلو الطفل بشكل أسرع ويفيض، وستنسكب بعض الذكريات وتنسى. هذا ما نعتقد أنه يحدث مع الأطفال الذين ما زالوا في قيلولة. الحُصين لديهم أقل نضجًا، ويحتاجون إلى تفريغ هذا الدلو بشكل متكرر”.
أخيرًا، سيستمر الأطفال الذين يعتادون على النوم خلال النهار في اللجوء إلى القيلولة حتى أثناء دخولهم مرحلة ما قبل المدرسة. وفي في حين أنّك لن يعرفي بالضرورة متى تطوّر الحصين لدى طفلك، فمن الضروري تشجيع فترات الراحة لدعم احتياجاته.