من المهم أن نعرف أن اللجوء إلى الأدوية لمحاربة البدانة لدى الأطفال يجب أن يكون آخر الوسائل التي نلجأ إليها، وأن هذه الأدوية مخصصة للحالات المستعصية فقط، أي الحالات التي لم تتجاوب مع الغذاء السليم والرياضة والحركة التي ادخلناها على حياة اولادنا . ولمساعدتنا في الإجابة على هذا السؤال قابلنا رئيس الجمعية النمساوية لجراحة السمنة البروفسور كارل ميلر، جرّاح السمنة والبدانة في أوروبا، ورئيس سابق للرابطة العالمية لجراحة السمنة والبدانة.
برفسورميلر، متى تصف الأدوية للأولاد من مرضاك لمساعدتهم في التغلب على السمنة؟
* في الحالات التي لم تستجب إلى العلاج التقليدي من ريجيم ورياضة، وهنا نعني أن مستوياتالسكر، التريغليسريد، الكولسترول وضغط الدم لدى هؤلاء المرضى لم تصل إلى معدلات طبيعية رغم العلاج، وابتداءً من عمر المراهقة، نلجأ إلى الأدوية.
إذاً الهدف من اللجوء إلى الأدوية ليس إنقاص الوزن انما منع ظهور مضاعفات البدانة من سكري ، ضغط، كولسترول وغيرها من المضاعفات؟
* الهدف الأساسي للأدوية هو منع ظهور هذه المضاعفات فهذه الأدوية لا تسمح بإنقاص أكثر من 10% من وزن المريض لكن نحن نعلم أن هذه الحالات بحاجة إلى خسارة 20% وما فوق من وزنها لذلك لا بد من متابعة العلاجات التقليدية من ريجيم ورياضة مع الأدوية.
ما هي فترة العلاج بالأدوية المطلوبة في هكذا حالات؟
* من المهم أن نذكر متابعي عائلتي أن البدانة مرض مزمن إذ يتوجب علينا محاربته بغذاء صحي ونمط حياة نشيط مليء بالرياضة والحركة على مدى الحياة، أما في ما يتعلق بالأدوية، فمن الممكن أن نوقفها عندما نحقق هدفنا منها في السيطرة على السكري، ضغط الدم، الكوليسترول ووزن المريض. من الضروري أن ننوه أنه من غير المستحبمتابعة العلاج بالأدوية أكثر من عام على التوالي.
وفي حال عدم تجاوب المريضمع العلاجات التقليدية ولا مع الأدوية، فما العمل إذاً؟
* في هذه الحال لم يعد امامنا سوى خيار وحيد هو خيار الجراحة، وهنالك عمليات جراحية عدة تساعدنا في التغلب على السمنة.