أبحاث كثيرة ونظريات عديدة تناولت هذا الموضوع الذي يشغل ملايين الأمّهات سنوياً حول العالم، فما هي الأسباب الحقيقية الكامنة وراء مرض التوحّد؟
ورغم التطور العلميّ والطبّي، ما زالت الأبحاث غير قادرة حتّى اليوم على جزم شيءٍ قاطع حول هذا الموضوع، إلّا أنّها توصّلت للعديد من الإستنتاجات التي ترجّح عدّة عوامل محتملة قد تساهم في هذا المرض.
*العامل الوراثي: دراسات حديثة أظهرت أنّ لبعض الأفراد إستعداداً جينيّاً مسبقاً للإصابة بالتوحّد، وبالتالي، فإنّ التعرض لهذا المرض من المحتمل كثيراً أنّ يتمّ نقله من الآباء إلى الأبناء. ولكن الأبحاث المكثّفة تعمل مؤخراً لإيجاد دليل عن ماهيّة الجينات المسؤولة عن هذا الإستعداد المسبق.
للمزيد: علاقة علم الوراثة بالتوحّد
*خلل في مرحلة الحمل: تؤشّر بعض النظريات أنّ التوحّد، الناجم عن خلل في مناطق عدّة من الدماغ، قد يكون نتيجة اخلال حاصل اثناء عمليّة تكوّن الدماغ في رحم الأمّ.
*الجهاز المناعي: في بعض الحالات، قد ينتج الجهاز الهضمي بعض الأجسام المضادّة غير السليمة، والتي تهاجم خلايا دماغ الطفل وتتلفها ما يتسبّب بالتوحّد.
*سرعة نمو الدماغ: أظهرت الإختبارات أنّ أدمغة بعض الأطفال المصابين بالتوحّد تشهد سرعة كبيرة غير طبيعيّة في النمو في المراحل الأولى من الطفولة، حيث تكون أكبر بكثير من الأطفال الطبيعيين. في المقابل، عندما يكبر دماغ الطفل الطبيعي ويصبح منظماً، ينمو دماغ الطفل المتوّحد بشكل ابطأ بكثير.
*مستويات عالية من الملح: أشارت دراسة حديثة إلى أنّ الإصابة بالتوحّد قد تعود إلى إرتفاع في مستوى الملح داخل الخليّة العصبيّة للطفل أثناء الولادة، إذ يعتقد العلماء أن المستويات العالية من الكلوريد، وهو أيون الملح المشحون سلباً والموجود عادةً داخل الخلايا العصبية، قد يكون مسؤولاً عن تعريض دماغ الطفل المولود حديثا للإصابة بالتوحّد لاحقاً.