إذا كنت أم عاملة، فقد يقولون لك: "لم لا تتركين عملك وتركزين اهتمامك على طفلك"؟ وإذا كنت أم وربة منزل، فقد يقولون لك: "ألا تفكرين في مساعدة زوجك مادياً؟"… في كلتي الحالين، لن تنتهي التعليقات!
قبل إنجاب ابنتي لين، كنت أعمل كمساعدة للمدير في إحدى الشركات التي تُعنى بصيانة المصاعد الكهربائية. وكان عملي متطلّب بعض الشيء خصوصاً وأنّ مهامي لم تكن مقتصرة فقط على الساعات التي كنت أمضيها داخل الشركة بل كانت تلاحقني أحياناً إلى المنزل؛ وهو الأمر الذي أخّر قليلاً قرار الإنجاب.
ورغم إجازة الأمومة التي تشمل 6 أسابيع بعد الولادة إلّا أنّ طبيعة عملي ومكانه البعيد عن منزلي قد دفعني مع زوجي إلى التفكير جدياً بالإستقالة وتخصيص وقتي للعناية بصغيرتي التي تحتاج لي أكثر من أي شيءٍ آخر. لم يكن قرار الإستقالة بالأمر السّهل خصوصاً وأنّي امرأة مستقلّة ومعتادة على الحياة العملية، ولكن ما زاد الطين بلّة هي تلك التنظيرات التي كنت أسمعها سواء من المحيطين بي أو من الأمهات العاملات اللواتي كنّ يشعرنني وكأنني اقترفت خطأ بحق زوجي أو أنني امرأة ضعيفة وغير قادرة على النجاح في تحقيق التوزان بين الأمومة من جهة والحياة العملية من جهةٍ أخرى.
ولكن، بعد مرور 3 سنوات على قراري، يُمكنني القول أني ممتنة لتفضيلي لعب دور الأم على امتلاك وظيفة؛ فهذا القرار قد أتاح لي الفرصة للإستمتاع بكل لحظة أمضيتها وأنا أشاهد لين تكبر وتنمو أمام عيني… لم أكن مضطرة إلى تركها مع والدتي أو حماتي أو في دار الحضانة… لقد استمتعت بسماع كلمة ماما وبكلّ حركةٍ جديدة كانت تقوم بها كل يوم!
وأخيراً، بغض النظر عما إذا كنت أم عاملة أو أم وربة منزل، تذكّري أنّ كلام الناس لن ينتهي في كل الحالات وأنّك وحدك من تعلمين ما هو الأفضل لك ولعائلتك!