"لا لا لا ما يصير كذا! معقول قاعدة تسوي أكلة معينة لكل ولد؟! قال ايش عشان هذا يحب ذي الأكلة وهذاك يحب أكلة ثانية! ترى مسّختيها!أبداً ما يصير ذا الكلام!"
ربّما كلامها صحيح؛ إذ يبدو ذلك وكأنّي أبالغ في تدليل أطفالي وتلبية طلباتهم، ولكنّها ليست مكاني، ولا تدري بحالي.
في السنوات الأولى من عمر طفلي سامي، وبعدما قمت بإطعامه في إحدى المرّات وجبة تحتوي على بياض البيض، ظهرت عليه أعراض غريبة مثل الطفح الجلدي، الحكّة ثمّ القيء؛ الأمر الذي دفعني إلى اصطحابه فوراً إلى الطبيب ليتبيّن لاحقاً أنّه يعاني من حساسية تجاه البيض.
عندما علمت بذلك، تضايقت كثيراً خصوصاً وأن البيض يُعد مصدراً غنياً بالعناصر الغذائية التي يحتاجها أي طفل لضمان نموّه الصحي والسليم. فالبيض يحتوي على نسبة عالية من البروتين، والأحماض الأمينية الأساسية، بالإضافة إلى معادن وفيتامينات مثل الكالسيوم، الحديد، البوتاسيوم، الزينك وفيتامين (ب6) و(ب12)، وغيرها.
أمّا ابنتي لين، فكانت تعاني من حساسية الجلوتين التي تُعرف أيضاً بـ"حساسية القمح"، وقد ظهرت عليها أعراض مثل الإنتفاخ والألم في البطن… وهذا ما ا ضطرّني إلى البدء في التفكير في كلّ مرة أطهو فيها بأطباقٍ مغذية وغير مضرّة لكلٍّ منهما.
ولكن الناس في الخارج لا يعرفون ذلك ولست مضطرة لشرح أسبابي لكل من يبدأ في التنظير! وحتى لو كنت أطهو لكل طفلٍ الوجبة التي يحبّها (وبغض النظر عما إذا كان يعاني من حساسية تجاهٍ أكلة معينة أم لا)، فهذا شأني وحدي… أنا هي التي تُمضي وقتها في المطيخ وتقوم بذلك بكلّ فرحٍ ومحبة!