جوانا القاعي جوانا القاعي 02-05-2018
علاج الأمراض باستخدام طب الأعشاب!

أشارت تقارير جديدة أن البشرية تحت الحصار، حيث يفارق حوالي 700 ألف شخص حول العالم الحياة سنوياً نتيجة الأمراض المقاومة للمضادات الحيوية. وهنالك دراسات أخرى مبنية على نطاق واسع من الأبحاث على مدى السنوات الأخيرة تبدو أكثر تشاؤميةً وترسم صورةً قاتمةً للمستقبل.

ias

فهل يمكن لمقاومة مضادات الميكروبات أن تودي بحياة 10 ملايين نسمة سنوياً بحلول عام 2050؟ ورغم ضرورة إخضاع التقديرات الخاصة بهكذا مواضيع هامة لفحص مكثّف من قبل خبراء مختصّين؛ إلّأ أن هذه الأرقام تقدم للسكان إيعازاً لا يمكن تجاهله للتعامل مع خطر ازدياد مقاومة المضادات الحيوية بجديّة كبيرة.

ووفقاً للعلماء، ستمثّل المضادات الحيوية أكبر تحدٍّ صحيٍّ في القرن 21، الأمر الذي يتطلّب تغييراً في السلوك العالمي من قبل الأفراد والمجتمعات. لذلك من المتوقع أن يشكّل ازدياد مقاومة المضادات الحيوية أزمةً صحيّةً على الصعيد العالمي، ولن تقتصر مسؤولية مكافحة هذا الخطر على الأطباء فحسب، بل يقع على المرضى مسؤولية تحديد دورهم وقياس ممارساتهم وسلوكياتهم الصحية.

وأشارت منطمة الصحة العالمية WHO أن ازدياد الكائنات المقاومة للمضادات الحيوية يهدد بالعودة إلى حقبة ما قبل اكتشاف البنسلين في عشرينيات القرن الماضي، حيث يمكن للعدوى البسيطة أن تسبب الموت. وتعتمد العديد من خصائص الطب الحديث، ابتداءً من جراحة الأمعاء وصولاً إلى علاج السرطان وزراعة الأعضاء، على قدرتنا على علاج العدوى، وعندما نفقد تلك القدرة ستنهار كافة الأسس المتعلقة بالطب الحديث. ومن المهم جداً إدراك أهمية مكافحة ظهور المقاومة للمضادات الحيوية كعامل يعزز الحفاظ على الطب الحديث بالكامل.

وخلال السنوات القليلة الماضية عرّفت منظمة الصحة العالمية World Health Organisationالمقاومة البكتيرية كأزمة صحية، خاصةً مع عدم فعالية المضادات الحيوية على اثنين من الإجراءات الحاسمة: أولاً، المغالات في التشخيص والتطبيب الذاتي، والذي يؤدي بشكل يدعو للسخرية إلى مساومة الناس على المناعة الطبيعية لأجسادهم أو حتى تدميرها؛ ثانياً، انخفاض مستويات الوعي بين العامة حول تشخيص المرض والإسراف في تعاطي المضادات الحيوية.

لذك يزورني العديد من المرضى ومعهم قائمةً من الأدوية التي قاموا بشرائها بدون وصفة طبية بغرض علاج حالة واحد، حيث قاموا بتشخيص معظم الحالات بأنفسهم، الأمر الذي يؤدي إلى نتائج مخيبة وغير فعّالة، وغالباً ما تزيد الأعراض سوءاً. ففي الإمارات العربية المتحدة على سبيل المثال أصبح علاج العديد من الأمراض مثل الإلتهاب الرئوي والسل وتسمم الدم والسيلان والأمراض الناتجة عن التغذية أكثر صعوبةً وأحياناً مستحيلاً، لأن المضادات الحيوية باتت أقل فعّاليةً.

كيف نخفف من المخاطر التي تشكلها مقاومة المضادات الحيوية؟

أولاً: هنالك حاجةٌ لتحسين مستويات تعليم المريض والطبيب، وتطوير سياسات تحدّ من مبيعات الأدوية دون وصفة طبية. وأودّ هنا أن أتقدم بالتحية إلى وزارة الصحة الإماراتية UAE Health Ministry التي أطلقت في أواخر عام 2017 تشريعات صحية جديدة من شأنها أن تضع حداً للممارسات الخطيرة لبيع المضادات الحيوية بدون وصفة طبية والإشراف المكثّف على الصيدليات لمزيد من التنظيم. وفي سياق هام، ازداد مستوى الوعي لدى الأطباء حول وصف المضادات الحيوية بشكل أكثر صرامة.

ثانياً: يشكّل الطب النباتي بديلاً مستداماً مع ازدياد المؤشرات والدلائل حول فعّاليته وضرورة دعمه. لقد حان الوقت لنضع الأساطير السحرية جانباً ونلقي نظرةً أعمق حول المكونات الطبيعية المتاحة أمامنا.

ولكي يكتسب فهمنا للأدوية العشبية طابعاً إقليمياً، يمكننا القول إن المنطقة الشرقية من البحر الأبيض المتوسط لطالما شكّلت المزود الأصلي للأعشاب الطبية. ولا شكّ أننا نستمتع حين نتجول في الأزقة الضيقة للأسواق العربية ضمن منطقة الشرق الأوسط، ونختبر تجربةً حميميةً وسط مشهد حيوي يعبق برائحة التوابل وأكوام الأعشاب النادرة. لقد أدت هذه الوفرة في تواجد الأعشاب الطبية إلى شيوع استعمال العلاج النباتي في المنطقة العربية منذ العهود القديمة للقرن السابع الميلادي. وتوسّعت بعد ذلك على مدى القرون اللاحقة لتشكّل العلاجات الطبية المختلفة التي أشار إليها العديد من الأطباء حول العالم.

علاج الأمراض باستخدام طب الأعشاب!
علاج الأمراض باستخدام طب الأعشاب!

وكان المصريون القدماء قد استعانوا بلحاء شجر الصفصاف الأبيض، والذي يحتوي على المادة الفعالة من الأسبرين، لعلاج الآلام والصداع، واستخدموا جذور الهندباء البرية لعلاج الطفيليات. حتى أن الأعشاب والتوابل المنزلية الشائعة أثبتت فعّاليةً تتساوى تقريباً أو تتفوق على الأدوية الموصوفة لأمراض الأيض المزمنة وصحة المناعة.

ومن جهته يبرز الزنجبيل كبديل جيد للمضادات الحيوية، وأظهر قدرات فريدة في تحسين أعراض مرض السكري من خلال ضبط معدلات السكر في الدم وزيادة معدل الاستقلاب. كما يشكّل الثوم خياراً نباتياً يشتهر بخواصه الناجعة في مقاومة الميكروبات والفيروسات.

وتشير مجموعة هامة من الأبحاث إلى قدرة البِربارين، وهو عنصر قلوي نشط مشتق من جذور جولدن سيل (جذور البقون) ونبات البَرْبارِيس وعنب الجبل، على التحكم وخفض معدل السكر بالدم بالنسبة للمرضى البالغين الذين يعانون من داء السكري من النوع 2، وبطريقة أكثر فعّاليةً من عقارات ’ميتفورمين‘ الشهيرة.

ويؤكد تقرير صادر عن (Office of Clinical Pharmacology, Center for Drug Evaluation and Research, US Food and Drug Administration) لعام 2018 إلى ازدياد نسبة مبيعات الأدوية النباتية خلال السنوات الأخيرة والاعتماد عليها بدلاً من الأدوية التقليدية الموصوفة لعلاج الأمراض المزمنة.

وقد أظهرت دراسات أخرى أهمية طب الأعشاب كبديل فعّال عن المضادات الحيوية في التعامل مع البكتيريا المقاومة للأدوية، ويمكن أن يشكّل الحلّ المثالي للوباء الصحي الذي يهدد الحياة على نطاق واسع ويلوّح بالموت للملايين البشر في حال لم يتمّ التعامل معه بسلاح المعرفة والعمل الجاد.

علاج الأمراض باستخدام طب الأعشاب!
علاج الأمراض باستخدام طب الأعشاب!

يضم معجم الأعشاب الطبية بين ثناياه مكونات وعلاجات طبية لا حصر لها، الأمر الذي يستحضر حقيقةً هامةً تقول أن العديد من الخيارات العلاجية الطبيعية والأدوية الأكثر فعاليةً ترتكز بالأصل على النباتات الطبية. ومع ظهور المضادات الحيوية والمسكنات خلال القرن المنصرم، فقد الكثير منا التواصل مع الأصول الطبيعية للعلاج الطبي، واختاروا المقاربات الصيدلانية استناداً على ما يُزعم من فعاليتها العلاجية العالية.

ولطالما شكّل استخدام الأدوية النباتية محوراً خلافياً رغم تأكيد مجموعة كبيرة من الأبحاث، إن لم نقل التجربة التاريخية، نجاعة هذه الوسيلة على مرّ الزمن. وفي الوقت الراهن، لابد لنا بالطبع أن نقوم بتكييف وإدارة استخدام جميع العلاجات مع مرضانا، فأنا على سبيل المثال أتلقى الكثير من التساؤلات حول قدرة الأدوية النباتية على إيقاف الألم.

لذلك نقوم في الحالات الطارئة بتقييم كل حالة مرضية حسب ما تقتضيه علاجياً ويترك الخيار في النهاية بيد المريض لاعتماد الطريقة التي يفضلها. وانطلاقاً من كوني طبيبةً، فإن اهتمامي ينصبّ على مساعدة المرضى في الوصول إلى مستويات صحية مثالية لأطول فترة ممكنة والحفاظ على الصحة العامة، وذلك من خلال تقديم أساليب مستدامة ومجربة تعمل على معالجة سبب المرض بدلاً من مقاومة أعراضه، وهنا تبرز أهمية الوقاية كوسيلة مستدامة أفضل بكثير من إيجاد العلاج.

إقرأي أيضًا: ما هي وصفات الأطعمة التي تحارب الأمراض؟

الصحة الصحة الشخصية صحة المرأة

مقالات ذات صلة

علاج الالتهاب الرئوي عند الأطفال
صحة الطفل علاج الالتهاب الرئوي عند الأطفال يبدأ بـ٤ خطوات مهمة!
طرق بسيطة تعالجين من خلالها طفلك من المنزل!
برنامج التحوّل الصحيّ يُحقق إنجازات في الكشف المبكر عن الأمراض الأكثر شيوعًا في السعودية
الصحة برنامج التحوّل الصحيّ يُحقق إنجازات في الكشف المبكر عن الأمراض الأكثر شيوعًا في السعودية
إرتفاع ملحوظ في متوسط عمر الفرد في السعودية مقارنة بعام 2016!
اضرار فقر الدم
صحة المرأة اضرار فقر الدم على الصحّة العامّة
كلّ ما تودّين معرفته!
افضل بروتين بعد التكميم
صحة المرأة افضل بروتين بعد التكميم للمحافظة على الوزن المناسب
لا يسبّب تناوله أيّ مضاعفات جانبيّة!
إطلاق علاج شخصي خاص بمرضى ضغط الدم المرتفع
ضغط الدم إطلاق علاج شخصي خاص بمرضى ضغط الدم المرتفع بعد دراسات معمّقة
اكتشافات جديدة لم تكن في الحسبان!
طفلي يرفض الرضاعة وهو مستيقظ
الأم والرضيع طفلي يرفض الرضاعة وهو مستيقظ فما الحل؟
الدليل الشامل بين يديكِ!
هل الصيام المتقطع مضر
الصحة الشخصية هل الصيام المتقطع مضر للصحّة؟
الجواب العلمي الدقيق!
حبوب ضغط الدم للحامل
صحة الحامل حبوب الضغط للحامل: هل هي آمنة للجنين؟
هكذا تتعاملين مع أرتفاع ضغط الدم في الحمل!
 أسباب لفقدان الوزن بدون مبرر
صحة المرأة  أسباب لفقدان الوزن بدون مبرر
ما أسباب لفقدان الوزن بدون مبرر؟
نسبة الدهون الطبيعية بالجسم
صحة المرأة اكتشفي نسبة الدهون الطبيعية في الجسم في مختلف الأعمار
حذاري تخطّي هذه النسبة!
أهم أسباب احتباس السوائل في القدمين
الامراض أهم أسباب احتباس السوائل في القدمين
الفشل الكلوي من أخطر الأمراض التي تسبب الوذمة
فوائد حمض الفوليك للاعصاب
صحة المرأة تعرّفي على فوائد حمض الفوليك للاعصاب والجرعة الموصى بها منه
معلومات لم تعرفيها من قبل!

تابعينا على