هل تساءلتِ يوماً كيف فعلَتها وتَفعلها؟
هل تساءلتِ يوماً كيف تعرف كل هذه الأمور عنكِ وكيف تمكّنت على مرّ السنين من اتخاذ القرارات المناسبة لتكوني الأفضل دائماً؟
أيُعقل أن يكون حدسها هو السبب؟ أم خبرتها الطويلة في هذه الدنيا؟
لعلّ السبب أعمق وأعظم من كل ذلك، لعلّ السبب هذه المجموعة من الأسباب:
- أمّكِ كمعظم الأمهات، ترغب في منحكِ الأفضل في هذه الحياة. وإن قالت لكِ أمراً ولم يُعجبكِ، فالأرجح أنه لصالحك.
- أمكِ كمعظم الأمهات، تتمتع بخبرةٍ طويلةٍ في شؤون الحياة وحكمتها تفوق معرفتكِ بآلاف الأشواط.
- أمّكِ كسائر الأمهات، تتميّز بحدسٍ قويّ يدفعها لحمايتكِ من كل أذى أو شر.
- أمكِ كمعظم الأمهات، ناضجة أكثر منكِ على المستويين الذهني والعاطفي.
والأهم من كل ذلك، أمكِ تعرف كل جزءٍ وكل قطعةٍ منكِ. لا تنسي فقد استضافتكِ في أحشائها تسعة أشهر وتعرّفتِ إليكِ قبل أن تولدي!
أمكِ تعرفكِ أكثر من أي شخصٍ آخر في هذه الدنيا، وتتأتّى معرفتها هذه عن تمضيتها وقتاً طويلاً برفقتك، وحبّها اللا محدود لكِ وتجربتها الواسعة التي نمّتها بقراءة آلاف المقالات عن رعاية الأطفال وتربيتهم، واستشارة الأطباء والخبراء بكل شاردة وواردة عنكِ وعن نموّكِ وصحتك.
أمكِ تعرف متى تكونين فعلاً مريضة ومتى تدّعين المرض… أمكِ تعرف متى تكونين منزعجة وتحاولين التهرّب من واقعك… أمكِ تعرف بماذا تُفكرين وما إذا كنتِ تنوين على عملٍ ما… أمكِ تعرف متى تكونين بأمس الحاجة لصديقٍ يكون لكِ سنداً صدوقاً… أمكِ تعرف متى تُعاقبكِ على خطأ اقترفته أو سلوك مزعجٍ قمتِ به… أمكِ تعرف كيف تُهدّئ روعكِ عندما تستيقظين ليلاً تبكين كابوساً مراً… أمكِ تعرف كيف تُعدّ لكِ الطعام الصحي وتُحببكِ بتناوله.. أمكِ تعرف متى ترفض لكِ طلباً وكيف…
أمكِ تعرف كل شيء عنكِ والحقيقة أنّ كل ما فعلته لأجلكِ كانت محقّة به ولا شكّ بأنكِ تتأكدين من ذلك في كل دقيقة من كل يوم.
وكما عرفَتكِ أمكِ بالأمس، أنتِ تعرفين طفلكِ اليوم وتبذلين ما في وسعكِ ليكون الأفضل ويُحقّق الأفضل… وحتى ولو اشتكى منكِ أو انزعج، كوني أكيدة من أنّ شعوره هذا سيتغيّر عندما يكبر، وسيُدركِ حتماً روعة ما قدّمتِه له وسيشكركِ على العطايا الكثيرة التي غمرتهِ بها.