لا بدّ أنّك سمعت بأنّ الرضاعة الطبيعية قبل تلقيح الطفل تحميه من ارتفاع الحرارة؛ فما حقيقة ذلك؟ وما الذي توصّلت إليه أحدث الدراسات في هذا الخصوص؟
من المعروف أنّ حليب الأم له فوائد متعدّدة، وقد أجريت دراسات كثيرة لمعرفة ما إ ذا يساهم في حماية الأطفال من كورونا، وتجنّب ارتفاع حرارتهم بعد التلقيح.
في دراسة نُشرت في مجلة "Pediatrics"، أراد الدكتور ألفريدو بيساكان من جامعة فيديريكو الثاني في نابلوي مع مجموعة من الزملاء الباحثين معرفة ما إذا كانت الرضاعة الطبيعية تحمي الأطفال من ارتفاع الحرارة بعد اللقاح، وذلك عن طريق متابعة 450 أم درجة حرارة أطفالهن لبضعة أيامٍ بعد التلقيح.
بمجرد أن يتلقى الأطفال المجموعة الأولى أو الثانية من اللقاحين المركبين (ضد الدفتيريا، والتيتانوس ، والسعال الديكي، والتهاب الكبد B، وشلل الأطفال، والأنفلونزا من نوع B ، وعدوى المكورات الرئوية)، قامت الأمهات بقياس درجة حرارة أطفالهن ذلك المساء ويومياً لمدة ثلاثة أيام متتالية. ومن بين هؤلاء الأطفال 120 حصلوا على رضاعة طبيعية قبل التلقيح، 154 رضاعة جزئية، 176 رضاعة صناعية.
فوجد بيساكان وزملائه أنّ ربع الأطفال الذين حصلوا على رضاعة طبيعية حصرية، و31% من الذين تمّ إرضاعهم جزئياً، و53% من الذين رضعوا صناعياً قد ارتفعت حرارتهم إلى 38 درجة بعد التلقيح. بحسب ألفريدو، "ليس من غير الشائع أن ترتفع درجة حرارة الرضيع بعد فترة وجيزة من التلقيح"؛ فاللقاح يشبه المرض الخفيف، والجهاز المناعي يستجيب مع تفاعلات محلية (الألم والإحمرار والتورم) وجهازية (ارتفاع درجة الحرارة وانخفاض الشهية).
وأشار إلى أنّ حليب الأم يُمكن أن يقلل من إنتاج البروتينات المعززة للإلتهابات كما يُمكن أن يريح الأطفال المصابين بارتفاع درجة الحرارة ويشجعهم على تناول الطعام. أمّا الأطفال الذين يرضعون صناعياً، فيستهلكون سعرات الحرارية أقل بعد التلقيح مقارنةً بالأطفال الذين يرضعون طبيعياً.