كلّنا ندرك التأثير الكبير للشجار بين الوالدين على الطفل، ولكن هل تساءلتِ يوماً ما إن كان التصرف المعاكس يؤثر في صغيركِ على السواء؟ فماذا لو كان الأهل يظهرون عاطفتهم وحبّهم بإستمرار أمام أطفالهم، خصوصاً بشكل جسدي؟
فلنكتشف سوياً ما إن كان هذا الأمر يحمل أبعاداً إيجابية أو سلبية، وذلك من وجهة نظر علم النفس المختص!
دراسة حديثة ونتائج مفاجئة
فحسب أبحاث جديدة تمّ نشرها في جريدة Health Psychology، تبيّن أن رؤية الطفل للمودّة وعلاماتها الجسدية بين الوالدين لها فوائد صحية.
وبالتفاصيل، أقدم فريق من الباحثين في جامعة Wayne State University على إستطلاع شمل أكثر من 80 طفلاً يعانون من الربو ما بين عمر الـ10 إلأى 17 سنة، ويعيشون مع والديهم.
طلب الباحثون من هؤلاء الأطفال والمراهقين تسجيل مذكراتهم اليومية، وذكر حدّة أعراض الربو، إلى جانب حالتهم المزاجية، وما الذي رصدوه بين والديهم خلال اليوم، كالقول مثلاً: "ماما وبابا تشاجرا اليوم"، أو "أبي قام بمعانقة أمي".
وبعد مراجعة النتائج والمعطيات، لاحظ القيمون على البحث أن الأثر الإيجابي لم يقتصر فقط على حالة الطفل المزاجية. بل أن حالته الصحية وحتّى عوارضه تحسنت أيضاً عند رصد أي إظهار للعاطفة بين الوالدين، مثل العناق، الإمساك باليد أو القبلات الصغيرة.
هذه الدراسة جاءت لتؤكّد ضرورة تنبهنا للطريقة التي نتصرف بها كأهل مع بعضنا، علماً بأن الأكثرية تهمل هذه النقطة وتركز فقط على أسلوب تعاملها مع الطفل.
> سماع الشجار بين الوالدين ليس العنصر الذي يؤذي الطفل بالنسبة الأكبر
فعلى ما يبدو، تفادي الشجار أمام الطفل ليس وحده كافياً، بل من المهم أيضاً أن يشهد على علامات المودة والحب بينكما، ولكن على أن تكون بالطبع ملائمة لمرحلته العمرية وغير مفرطة.
فحسب الأطباء النفسيين، سماع الشجار بين الوالدين ليس العنصر الذي يؤذي الطفل بالنسبة الأكبر، بل عدم معرفته بما إن كان والديه قد تصالحا أم لا.
في نهاية المطاف، تذكّري أن صغيرك يتطلع نحوكِ ونحو زوجكِ كمثال أعلى، ليتماهى بكما لاحقاً في علاقته مع زوجته… فأحرصي على أن يكون هذا المثال جيداً!
إقرئي المزيد: التأثير النفسي لتقبيل الطفل في فمه