كشفت الدراسات الحديثة عن السبب العلمي الذي يجعل المرأة أقوى من الرجل في محاربة فيروس كورونا، ولكن هل تعلمين أنّ الأم بوجهٍ خاص تتعافى منه أسرع من غيرها؟!
نعم، فالأم تحمل قدرة كبيرة على تحمّل الألم ومن تختبر ألم الولادة الطبيعية لن يصعب عليها مقاومة فيروساتٍ مثل فيروس كورونا الذي فرض عليها هذا العام تحديات جديدة.
من أين تستمدّ قوتها؟
قد تعتقدين أنني أتحدّث بشكلٍ عاطفي عن الأم، ولكني ما كنت أتحدث بهذا الشكل لولا تجربتي الشخصية مع Covid-19 الذي فرض عليّ الإبتعاد عن أطفالي وعدم لمسهم أو احتضانهم لمدّة أسبوعين، شعرت وكأنّها دهراً.
رغم التحذيرات الكثيرة التي تتردّد عن فيروس كورونا وأعراضه الجدية، لا أعلم لماذا كنت أشعر وكأنّه بعيداً عني ولن يصيبني (ربّما، لأني كنت أحرص غالباً على التزام التدابير الوقائية) إلى أن بدأت أعاني من آلامٍ في الحلق وزكام وصداع.
وبعد إجراء فحص الكورونا، جاءت النتيجة إيجابية، وكان لا بدّ من الحجر والإبتعاد عن أطفالي وأفراد أسرتي، حرصاً على سلامتهم. بالإضافة إلى أعراض كورونا الصعبة وما يرافقها من آلامٍ في المفاصل والجسم كاملاً، الأسوأ كان شوقي لأطفالي الذين كنت أراهم من خلف الزجاج أو شاشة الهاتف المحمول. ولكنّ ذلك هو ما دفعني إلى مقاومة هذا المرض بكلّ ما أُتيحت لي من قوّة.
وبدلاً من التركيز على المرض والألم، كان هدفي هو التخلص من هذا الفيروس لأتمكّن من معانقة ولديّ الصغيرين؛ لم أتناول أي دواء لعلاج هذا المرض، بحسب توصيات الطبيب أخذت الفيتامين سي الفيتانين د والزنك بشكلٍ يومي. لم أدع الخوف أو القلق يتملّكني لأني أعلم أنّ ذلك سيضعف جهازي المناعي، بل على العكس حاولت الإسترخاء والحصول على قدرٍ كافٍ من النوم، كما لم أنس أبداً أهمية شرب الماء في الحفاظ على ترطيب جسمي.
وبعد أسبوعين، بدأت الأعراض تختفي وجاءت النتيجة سلبيّة! والدواء الحقيقي لم تكن تلك العقاقير إنّما شوقي لأطفالي!