لا شكّ بأنّكِ لن تجدي أي صعوبة في تمييز القسم الخاصّ بالبنات كما الأولاد في ما يتعلّق بمحلّات ملابس الأطفال، للسبب البديهي بأنّ اللونين الزهري كما الأزرق سيظلان دليلكِ القاطع لتحديد الأقسام. فما هو السبب الفعلي وراء نسب كلّ من هذين اللونين لتحديد الجنس في شكل دامغ؟
قد تظنين أنّ الأمر يعود إلى تفضيل اللون الزهري في شكل غير واعٍ من قبل البنات، وإنطباق القاعدة نفسها على اللون الأزرق للصبيان، ولكن دراسات عديدة لمختلف الفئات العمريّة جاءت لتبرهن عكس ذلك! إذ تبيّن أنّ الأطفال الرضّع، ذكوراً وإناثاَ على السواء، يفضّلون الألوان الأساسيّة نفسها، وبالأخصّ الأحمر والأزرق. في المقابل، فإن اللون الزهري لم يحقّق أي نتائج ملفتة، ولكنّه إستطاع حتماً لفت أنظار الأطفال أكثر من اللونين البنيّ والرمادي مثلاً. وفي حين أنّ الآراء إختلفت ما بين تفضيل اللون الأحمر أو الأزرق، لم يجد الباحثون أي نمط يجزم انجذاب أحد الجنسين للون معّين.
دراسة أخرى من النوع نفسه، أجريت هذه المرّة على الكبار، لتأتي النتيجة مفاجئة: فهل فضّل النساء اللون الزهري أو حتّى الأحمر؟ بالطبع لا… إذ تبيّن أنّ اللون المفضّل لمعظم الرجال كما النساء هو الأزرق!
ولكن، لماذا نجد نفسنا نقوم بربط اللونين الزهري والأزرق في شكل تلقائي بالذكور والإناث؟ بكلّ بساطة، يعود السبب إلى بعض الأطر الثقافيّة، إذ إنّ الفتاة إعتادت منذ طفولتها على إحاطتها بكل السلع باللون الزهري وتعليمها بأنّه اللون الذي يدلّ الى أنوثتها، والأمر نفسه ينطبق على الصبي أيضاً بالنسبة للّون الأزرق. وبالتالي، فإن أدمغتنا منذ الصغر هي شبه "مبرمجة" للقيام بهذا النوع من الفصل.
ولكن، ما الذي أدّى إلى إعتماد قاعدة الألوان المزدوجة هذه من الأصل؟ ما زال العلم يبحث عن إجابات في هذا السياق!