لا شكّ بأنّ التعرّق خصوصاً خلال الأيام الحارّة أمرٌ لا بدّ منه، لا بل ضروري في بعض الأحيان للمحافظة على حرارة الجسم المعتدلة والتخلّص من الأوساخ والسموم في المسام… ولكن ما لا تعرفينه في هذا الخصوص هو أنّ التعرّق هذا قد يعرّضكِ بشكل كبير لمشكلة ظننتِ بأنّها مستبعدة وتحدث لأسباب أخرى مختلفة: إنها فطريات الجلد!
إن كنتِ تظنين أنّ الفطريات حكرٌ على القدمين والأظافر، تكونين مخطئة للغاية، إذ إنّ أي منطقة معرّضة لهذا النوع من الإضطرابات.
فإن لاحظت ظهوراً غير مفسّر لبقع أفتح بدرجات قليلة من بشرتكِ، أنتِ على الأرجح مصابة بأحد أنواع الفطريات، والتي تحمل إسم tinea versicolor أي "النخالية المبرقشة".
healthline.com
فما السبب وراء ظهور هذه الفطريات؟
إنتشار هذه الفطريات مرتبط فعلياً بتكاثر الخميرة الموجودة أساساً على البشرة، إذ إنّ تلك الأخيرة والتي تحمل إسم malassezia تكون إجمالاً غير مضرّة، إلاّ أن نموّها بشكل مفرط يتسبّب بظهور هذه البقع غير المرغوب بها على كل أنحاء الجسم.
أمّا تكاثر الخميرة، فهو إجمالاً مرتبط بالتعرّق المفرط والرطوبة المستمرّة، إلى جانب البشرة الدهنية وإرتداء الملابس الضيقة.
فعدم تعرّض مناطق معينة من الجسم للتهوئة يتيح للفطريات بالظهور بشكل أكبر،إذ إنّ أكثر المواضع المعرّضة هي الظهر، الرقبة، الصدر، والجبين.
فماذا قد يحدث إن أهملتِ علاجها؟
إن لم تتم معالجة الفطريات، ستستمرّ في التكاثر والتوسّع لتطال جزءاً أكبر من البشرة، وتصبح البقع أكثر بروزاً. ولكن لا تقلقي، فهذا النوع من الفطريات ليس مؤذياً أو خطيراً.
إجمالاً ما قد تزول المشكلة أو تضمحل في فصل الشتاء، عنما يصبح الطقس جافاً وبارداً، ولكن إن كنتِ تعيشين في منطقة دائمة الحرّ والرطوبة، قد تصبح الفطريات لديكِ أكثر تفاقماً وتحتاج تدخّلاً طبياً. لا تقلقي، فإجمالاً ما يقتصر العلاج على أدوية بسيطة.
في مختلف الأحوال، من المهمّ أن تراجعي طبيبكِ إن لاحظتِ ظهور هذه البقع على بشرتكِ، لإستبعاد إحتمال الإصابة بأي أمراض جلدية أخرى بعوارض مشابهة، ولكن قد تكون خطيرة.
تجدر الإشارة إلى أنّ هذه الفطريات غير معدية بحدّ ذاتها، وبالتالي، لا داعي الى القلق أو إتخاذ إجراءات خاصّة إن كان أحد أفراد عائلتكِ يعاني منها.
لذلك، لا تهملي نظافتكِ الشخصية، خصوصاً في فصل الصيف، وتفادي التعرّق المفرط واحتباس الرطوبة على بشرتكِ قدر الإمكان كي لا تعرّضي نفسكِ لهذا الإضطراب الجلدي الشائع!
إقرئي المزيد: طرق طبيعية للتعامل مع فرط التعرّق
