تبحثين عن عوارض قلق العودة الى المدرسة وكيفية التعامل معها؟ تابعي قراءة هذه المقابلة الخاصة مع الطبيبة النفسية أنّا يونس التي ستكشف لنا التفاصيل.
تعدّ العودة إلى المدرسة فترة حماسية لبعض الأطفال، في حين أنّ البعض الآخر يعاني من القلق مع اقتراب العام الدراسي الجديد. هذا ينطبق بشكل خاص على الأطفال الذين بدأوا في مدرسة جديدة أو قلقون بالفعل بشأن الابتعاد عن الوالدين. وفي الحقيقة، يتلاشى هذا القلق لدى معظم الأطفال مع الوقت، لكن لمساعدتهم على الإنطلاق بشكل إيجابي، قمنا بمقابلة أخصائية علم النفس، الدكتورة أنّا يونس للتعرف على الأسباب وطرق التعامل السليم.
1. ما هو قلق العودة إلى المدرسة؟ ما هي عوارضه وفي أي عمر يبدأ؟
إنه اضطراب يصيب الأطفال عندما يشعرون بضرورة الإبتعاد من جديد عن منزلهم، عن المحيط الذي يريحهم وعن أهلهم ليعودوا إلى المجمتع الواسع. عادةً، خلال فصل الصيف، يترك الأطفال المجتمع الواسع أي المدرسة ليدخلوا مجتمعًا أصغر كتمضية الوقت عند الجدّة أو حتى المشاركة في البرامج الصيفية لفترة زمنية محددة.
أمّا عن العوارض فقد تتعدد وهي كالتالي:
- اضطراب في النوم
- الحركة المفرطة
- البكاء الشديد
- عوارض جسدية مثل آلام البطن والقيء
- التعبير عن عدم الرغبة في العودة الى المدرسة
في الحقيقة، لا يوجد عمر محدد للشعور بقلق العودة إلى المدرسة، ولكن عندما يصبح الطفل واع ومدرك للوقت أي ما فوق سن الرابعة وحتى عمر المراهقة قد يشعر بهذا القلق، لأن المدرسة في طبيعة الحال توقظ فينا رهبة الأداء.
2. ما هي الطرق لمساعدة أطفالنا على تخطّي هذا القلق؟
بدايةً، من المهم أن نشرح للطفل ما يشعر به ونطمئنه أنّ هذا القلق طبيعي بعد العودة من عطلة صيفية طويلة. يجب أن نخبر أطفالنا أنّه حتى نحن كأهل نشعر بهذا القلق عند العودة إلى العمل بعد عطلة طويلة.
أمّا الحيل العملية للتخفيف عن الطفل، فهي القيام بالتالي:
- الحديث عن المدرسة قبل أسبوعين من موعد الدخول، والتخطيط لزيارتها قبل ذلك
- التخطيط لموعد لعب مع تلميذ رفيق قبل دخول المدرسة
- مشاركة الطفل مواقف مرحة وإيجابية عن اختبار أهله في المدرسة
- عدم طرح الأسئلة التي تعزز القلق لدى الطفل
- العمل على الإشادة بعد انتهاء أول يوم دراسي كتقديم الحلوى أو الخروج للعب
3. هل يشعر الأهل أيضًا بقلق العودة إلى المدرسة؟ وكيف يمكن أن يعالجوا الأمر؟
نعم، يشعر الأهل بهذا القلق أيضًا وينقلونه أحيانًا إلى طفلهم، مما يزيد قلقه واضطرابه. لذا، على الأهل أن يحددوا أسباب القلق الذي قد يكون بسبب مخاوف متعلّقة بالمدرسة، مخاوف متعلّقة بالولد، أو مخاوف متعلّقة بتغيير الروتين وزيادة المسؤوليات.
على الأهل أن يبحثوا عن الأسباب والعمل على تخفيفها من خلال معالجتها، كما من المهم أن يتذكّروا أنّهم ينقلون قلقهم إلى الولد.
4. إلى أي مدى تعزز إجراءات جائحة كورونا والدرس أونلاين قلق العودة إلى المدرسة؟
لا شكّ أنّ العام الدراسي 2022/ 2023 سيكون أفضل من السنوات الفائتة، بحيث كان الدخول إلى المدرسة أصعب بسبب القلق من الإصابة بالفيروس، والقلق من قدرة الطفل على احترام معايير السلامة ووضع الماسكات. أمّا هذا العام، فالقلق قد يكون بسبب ترك الطفل منزله الآمن حيث اعتاد على روتين أخفّ وطأة من قساوة النظام في المدرسة.
ساهم التدريس عن بُعد بأن يصبح الأطفال أقلّ قدرة على الدرس تحت الضغط والخضوع للامتحانات المحددة بالزمان والمكان. بالإضافة إلى أنّ الأطفال اعتادوا على عدم الاستيقاظ باكرًا والتحضير للمدرسة.
لا شكّ أنّ العودة إلى المدرسة اليوم بعد التخفيف من إجراءات كورونا سيُعيد القلق فيما خص الدخول في روتين ونمط جديد. فالمدرسة بحدّ ذاتها تخضع لأنظمة تضع الضغط على التلامذة.
أخيرًا، إذا كانت مقاومة طفلك للمدرسة مقلقة وطويلة الأمد، فيجب استشارة أخصائي بدلًا من الانتظار لأشهر. إذ إنّ التعامل مع قلق الإنفصال ممكن ولكن قد يتطلب مساعدة متخصصة.