أشاركك في هذه المقالة خبرتي، فأنا أم لم تفطم طفلها عن اللهاية بالرغم من تعلّقه بها، إلا أنّه تخلّى عنها بسهولة لاحقًا.
لست من الأمهات اللواتي يتّبعن التربية الموصى بها في الكتب. لا شكّ أنّي أقرأ الكثير عن طرق تربية الأطفال وكيفية مساعدتهم على التطوّر بشكل سليم، لكن ليّ أيضًا فلسفة خاصّة في عيش أمومتي.
في الحقيقة، أنا أم أنا أم لم تفطم طفلها عن اللهاية بالرغم من تعلّقه بها، كما أنني أم تلبّي كل احتياجات طفلتها ولكنّها ليست دلّوعة. أؤمن بضرورة تزويد الطفل بالحب والعاطفة أوّلًا والأمور الأخرى تُعطى وتُزاد مع الوقت. لست من اللواتي يشكّلن ضغطًا على الطفل للقيام بأمر ما. بعد خبرتي في التربية، وجدت أنّ لكل شيء أوانه فيما خص مساعدة الطفل للتخلّص من عادات معيّنة.
عندما قررت إعطاء أطفالي اللهاية كنت أعلم أنّ يومًا سأواجه إمكانية حدوث مشاكل في الفكّ وشكل الأسنان، إلّا أنّني فضّلت الفوائد الجمّة الأخرى للهاية على مشكلة الأسنان.
لا أخفي عليكنّ، لكنّ طفلي الصغير تعلّق باللهاية بشكل كبير حتى أنّه كان يستخدمها ليلًا نهارًا. كانت تخفف من آلام التسنين في النهار، وتساعده على النوم في الليل.
لم أبادر ولم أفطم طفلي عن اللهاية لأنني كنت أريد أن تمرّ فترة التسنين بأقلّ بكاء ممكن. والمفاجأة كانت عندما بلغ طفلي عامه الثالث ودخل المدرسة. اختبر أنّ من هم من عمره في المدرسة لا يمصّون اللهاية. وكانت هذه فرصتي لأشجّعه على تركها.
اقتنع طفلي بضرورة ترك اللهاية، ومن تلقاء نفسه راماها في سلّة المهملات. قد لا أستطيع تعميم خبرتي هذه للتخفيف من فترات الصراع بين الأطفال وأهلهم، إلا أنني اختبرت أنّ بعض العادات لا تبقى إلى الأبد بل تنتهي من تلقاء نفسها عندما يحين الوقت.
أخيرًا، يعاني طفلي اليوم البالغ من العمر 6 سنوات من مشاكل في شكل أسنانه، وبعد زيارة طبيب الأسنان تأكّدنا أنّه يمكننا معالجة المشكلة بعد سن المراهقة. هذه هي المشكلة الوحيدة التي سنواجهها بسبب عدم الفطام عن اللهاية في سن مبكر!