أشاركك في هذه المقالة خبرتي، إذ أنا أم لم تعتمد الرضاعة الطبيعية ولا يعاني طفلي من أي مشكلة صحية، فهل ترضعين طفلك لإرضاء المجتمع؟ أم إنّك حقًا ترغبين بذلك؟
لقد رزقت للتو بطفل آخر، وهذه المرة، في سن 35. أنا اليوم أكبر سناً وأكثر حكمة في التعامل مع طفلي الجديد، وأهدي هذه المقالة إلى كل إمرأة تجاوزت الـ 35 وتخطط للإنجاب. وفي الواقع، خلال تلك السنوات السبع بين حملي الأول والثاني، أجريت الكثير من الأبحاث حول فوائد الرضاعة الطبيعية.
بناءً على ما وجدته، قررت اتباع نهج أكثر استرخاءً للرضاعة الطبيعية ولم أجد أي معلومة مؤكدة حول أنّ الرضاعة الطبيبة تنحّف. قلت لنفسي أننا سنحاول ذلك، لكنني لن أغضب من نفسي إذا لم ينجح الأمر. بالإضافة إلى ذلك، شعرت بالاطمئنان، لأن ابنتي البالغة من العمر 7 سنوات، والتي كانت تشرب الحليب الاصطناعي وهي طفلة، هي اليوم بصحة جيدة وسعيدة بشكل استثنائي، مع أنني كنت أشعر بذنب كبير تجاهها لأنني لم أتمكن من إرضاعها رضاعة طبيعية.
بمجرد ولادة الطفل الجديد، حاولنا الرضاعة، لكن الأمر لم ينجح. لقد كنت منهكة من العملية القيصرية، ولم يأتي حليبي بشكل جيد. وكان لدينا مشاكل بعد الولادة تسببت في النزيف، وكنت أعاني من الكثير من الألم عندما حاولت إرضاعه. في اليوم الثالث من حياته، قررت، بدعم من زوجي، التوقف عن محاولة الرضاعة وإعطاء الطفل حليبًا اصطناعيًا بدلًا من ذلك.
لكنني صدمت تمامًا من رد الفعل العنيف الذي تلقيته من الأطباء والممرضات والأصدقاء والعائلة الذي سألوني إذا قمت بأمور في الشهر الأخير من الحمل لنجاح الرضاعة. لقد دافعوا عن الرضاعة الطبيعية بشدة. وبدأت العبارات تنهمر علينا كالمطر "هذا أفضل للطفل!" "تحتاجين إلى إعطائه الوقت" و "يجب أن تعالجي الأمر". تلقّيت هذه الكلمات غير المشجعة بعد ساعات قليلة من الولادة! وفي الحقيقة، لقد تجاهلت هذه التعليقات لأنني اتخذت قرارًا مستنيرًا ولم يكن ذلك من شأن أي شخص على الإطلاق.
تبلغ طفلي الآن 6 أشهر، ويسعدني أن أقول إن الرضاعة الاصطناعية تسير على ما يرام. نحن جميعًا سعداء للغاية وبصحة جيدة، ولا أشعر بالذنب بشأن قراري.
وأخيرًا، أكثر عبارات وتعليقات أزعجتني خلال الحمل وبعده كانت عن الرضاعة! وعلى الرغم من أن الرضاعة الاصطناعية كانت الخيار الصحيح بالنسبة لي، إلا أنني أجد أنه لا يزال هناك الكثير من العار غير الضروري حول هذا القرار، كما إنني لا أشجّع أحد على طريقتي، إنّما أقول لكل أم جديدة إنّك وحدك من يقرر نوعية الرضاعة، وخيارك سيكون لخير طفلك.