إذا كنت أمًّا تشتري الكثير من الألعاب لأطفالها، تابعي قراءة ما أكتبه لك في هذه المقالة وتعرّفي على إيجابيات التوقّف عن ذلك.
لا يشتري الأطفال ألعابهم، بل الأهل يقدمون على ذلك ظنًا منهم أنّهم يؤمنون كل ما يحتاجه طفلهم. في الحقيقة، تميل مجتمعاتنا اليوم على الإستهلاكية والتحفيز الإعلاني وبثّ أفكار معلّبة عن الأمومة والأبوّة وأفكار عن أي طفل تربّين، في حين أنّ المبالغة لا تجدي نفعًا.
أنا أم لا تشتري الكثير من الألعاب لطفلها ولا أشعر بالتقصير تجاهه! بل على العكس أقوم بذلك عمدًا لخيره. في الواقع، وبعد الخبرة الحسيّة في هذا المجال، يؤدي تقليل عدد الألعاب إلى زيادة فرص طفلي في بناء تحمّل الإحباط، كما أن الاضطرار إلى التركيز على لعبة واحدة فقط يمكن أن يحسن مهارات حل المشاكل بالإضافة إلى تطوير تجربة اللعب المستقلة والإبداع.
اختبرت أنّ إعطاء الكثير من الألعاب لطفلي لم يساعده على التسلية بل جعله يطلب المزيد. تعلّمت أن الكثير من الألعاب تضرّ بطفلي أكثر مما تنفعه.
وفي هذا المجال، استشرت أخصائية نفسية التي أكّدت لي أنّه يمكن أن تؤثر الألعاب الكثيرة جدًا على نمو الطفل في حين أن عددًا أقل من الألعاب يمكن أن يفيده. وقد عددت لي بعض الأسباب التي تمنعني من إعطاء الكثير من الألعاب لطفلي الصغير وأشاركك إيّاها فيما يلي:
- الألعاب مثل الإدمان ويمكن أن تصبح أصل الإدمان الآخر عندما يكبر طفلي
- إذا استسلمت لطلب طفلي على الكثير من الألعاب، فسيأخذني كأمر مسلم به وسيستمر في طلب الأشياء
- مع الكثير من الألعاب لن يقدّر طفلي الأشياء التي يتلقاها
- هناك احتمال أن يضيّع الأشياء ولا يقدّرها
- يقلل الكثير من الألعاب من انتباهه وتركيزه
- تحدّ كثرة الألعاب من مهارات طفلي الإبداعية والتخيلية لأنّه لم يجرّب الأشياء المنزلية لابتكار ألعابه الخاصة
- الشعور بالملل المتكرر مرتبط بكثرة الألعاب المتوفّرة
من جهة أخرى، سيتمتع طفلي الذي لم يحصل على الكثير من الألعاب بقدرات اجتماعية أفضل عندما يكبر لأن لديه المزيد من الوقت للتحدّث والتواصل مع الأصدقاء والعائلة.
في المقابل، عززت مبدأ القراءة والمطالعة لدى طفلي وبدلًا من شراء الكثير من الألعاب كنت آخذه معي ليختار من المكتبة الكتب التي يريدها. الأمر الذي سيساعده على تقدير الأشياء الجميلة والعواطف البشرية والتفاعلات والمحادثات والشعور بالارتباط ومهارات الحياة المفيدة الأخرى.
أخيرًا، لا شكّ أنّه لكل أهل نمط تربية ورعاية خاصّ بهم يتّفقون عليه، إلّا أنني من خلال هذه المقالة أرغب بأن أذكّر بأهمية الوعي على عدم الإنجرار وراء العالم المادي الإستهلاكي علّنا نربّي أجيالًا أكثر إنسانيةً من العالم الذي نعيش فيه.