هل تعلمين أن لغة الحب التي تجمعك بزوجك لها أسس؟ تتابعين في هذه المقالة ابرز لغات الحب التي تم الحديث عنها منذ 30 عامًا ومدى فعاليتها.
أصبحت لغة الحب اتجاهًا في كل مكان عبر وسائل التواصل الاجتماعي لوصف الطرق المختلفة التي يعبر بها الناس عن الحب وتلقيهم. في الوقت الحاضر، يتم التعامل معه باحترام مثل التشخيص السريري، ولكن هل يجب أن يكون كذلك؟ هل الاختلاف بيني وبين شريكي يهدد العلاقة؟ ولماذا نستمر في استخدام لغة الحب كدليل على التوافق والعلاقة الجيدة؟
يقول كتاب غاري تشابمان The Five Love Languages، الأكثر مبيعًا، والذي بلغ الثلاثين من العمر العام الماضي، أننا جميعًا نعطي ونتلقى الحب بخمس طرق مختلفة: كلمات التأكيد، أعمال الخدمة، تلقي الهدايا، وقت ممتع ولمسة جسدية. الكتاب، الذي نُشر لأول مرة في عام 1992، يجادل بأن العديد من صراعات العلاقات يمكن تفسيرها من خلال نظريته عن سوء الفهم الرومانسي، ويجادل بأن شخصين قد يعبران عن حبهما لبعضهما البعض باستخدام “لغات” مختلفة، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى كفاحهما لفهم واحدة.
من خلال فهم لغة الحب الخاصة بك، يمكنك أن تطلبي ما تحتاجينه والعكس صحيح، كما يقول الكاتب. ووفقًا لنظريته، فإن لغتي المحببة هي أعمال خدمة، في حين أن شريكي هو لمسة جسدية.
الآن، أصبحت “لغة الحب” أكثر انتشارًا من أي وقت مضى وتزداد أهميتها. تُعد وسائل التواصل الاجتماعي محركًا كبيرًا لذلك، وتمتلك أي عبارة مليار مشاهدة، مع مقاطع فيديو فيروسية تدعي أنها تقدم لك التحليل، مثل “ما تقوله لغة الحب عنك” والنكات أن القهوة هي لغة حب.
في السياق نفسه، ادّعت إحدى المستخدمات أنها اكتشفت لغة حب سادسة هذا العام هو الشعور بأن الشريك يعرف خفاياك. شاركت يونا لي اكتشافها هذا في يوليو على تيك توك. وتقول: “اعتقدت أننا كنا مقتصرين على لغات الحب الخمس”، قبل أن تتابع وصفها لموقف سمعت فيه زوجها يخبر أحد معارفه لماذا لا تحب الأشياء المخيفة. قال زوجها، من دون أن يُطلب منه ذلك، إنّ خيال لي لا يمكنه التعامل مع برامج مثل Stranger Things لأنها أصبحت قلقة بشكل متزايد بشأن الموضوع بمرور الوقت. قالت بابتسامة حزينة: “هذا صحيح تمامًا”. هكذا، مع الإختبارات، تتوسع نظرية تشابمان لعام 1992 بفضل أشخاص مثل يونا لي.
قام الناس أيضًا بتوسيع مفهومه لاستخدامه كدليل على التوافق. قصد تشابمان في الأصل أنها طريقة لفهم احتياجات الشريك والاستجابة لها، ولكن أصبح من الشائع الآن أن يقترح الأصدقاء أو الأصوات عبر الإنترنت لغات حب مختلفة تشير إلى وجود مشكلة كبيرة بين الأزواج.
ما عليك سوى الاستماع إلى بودكاست The Receipts الذي يحظى بشعبية كبيرة ، والذي تستضيفه أودري إندوم وتولاني شوني وميلينا سانشيز. غالبًا ما ترسل المستمعات من الإناث معضلات عذاب، مثل عدم الشعور بالإهتمام من قبل الشريك بطريقة معينة، ومن الشائع أن يقترح الثلاثي أن الزوجين غير متوافقين بسبب أسلوبهما في لغة الحب. المعنى الضمني هو أننا جميعًا ثابتون في هذه الأوضاع تقريبًا مثل التشخيص.
مصداقية تشابمان عن لغة الحب
كيف تلقت لغة الحب مثل هذا الاحترام عندما لا يكون لها أي بحث وراءها بخلاف ملاحظات تشابمان الخاصة كمستشار الأزواج الذين جاؤوا إليه طلبًا للمساعدة؟
في الحقيقة، إنّ خلفية تشابمان التعليمية ليست في علم النفس، بل في الأنثروبولوجيا وتعليم الكبار، ومع ذلك فقد بيع الكتاب 20 مليون نسخة، وفقًا لشركة النشر غير الربحية Moody Publishers.
استخدم نظريات هذا الكتاب العديد من الخبراء في علم النفس ومرافقي الأزواج عبر السنوات. وفي هذا الإطار، تُخبر مستشارة العلاقات سيمون بوس أنها تستخدم النظرية في كثير من الأحيان مع عملائها، جنبًا إلى جنب مع الأساليب الديناميكية النفسية. تقول: “الموضوع الرئيسي لكثير من الأزواج هو أنهم يشعرون بالانفصال، أو أنهم لا يسمعون أو يساء فهمهم”. إنه مفيد بشكل خاص للأزواج الذين ظلوا معًا لفترة أطول قليلاً، حيث يمكنهم البدء في الانفصال والتوقف عن “إظهار الحب والتقدير لبعضهم البعض بالطريقة التي يحتاجها الشخص الآخر”.
نظريات أخرى للغة الحب الناجحة
في حين، يقول ويليام تشوبيك أستاذ مشارك في علم نفس الشخصية الاجتماعية بجامعة ولاية ميتشيغان، إن العلم حول لغات الحب ليس جيدًا. مُضيفًا: “لم يكن هناك الكثير من التحقيقات الجادة حقًا في لغات الحب”، وهو ما يقلقه عندما يبني الناس حياتهم العاطفية على النظرية.
إذًا، ما الذي تمت الموافقة عليه علميًا عندما يتعلق الأمر بالعلاقات الرومانسية الصحية؟
يشير البروفيسور تشوبيك إلى نموذج الاستثمار، بناءً على ثلاثة عوامل رئيسية:
- الرضا: هل تحب علاقتك؟
- الاستثمار: هل وضعت الكثير في العلاقة؛ هل تواعدتما منذ 10 سنوات؟ هل لديكما أطفال معا هل لديك حسابات بنكية مشتركة؟
- جودة للبدائل: هل لديك خيارات أخرى أو تعتقد أنه يمكنك القفز إلى شخص أفضل؟
يضحك تشوبيك أن طريقة الاستثمار ليست “رومانسية للغاية”. ولكن تم وصف نظرية علمية أخرى تسمى “استجابة الشريك المتصورة” بأنها “حجر الأساس” للعلاقة الحميمة من قبل الخبراء. المفهوم “يتلخص في حقيقة أنك تشعر بالاستماع أو الفهم، وأن شخصًا ما يبحث عنك”.
أخيرًا، تعتبر التصنيفات، مثل لغات الحب، مفيدة، حيث يمكن أن تشير إلى مشكلة للعمل عليها. لذا، من الجيّد عندما نجد شريك حياتنا أن نأخذه على عاتقنا ونعمل على الإستثمار في بناء علاقة زوجية ناجحة مهم اقتدى الأمر.
