لما ياسين لما ياسين 02-01-2024
دراسة جديدة تسلط الضوء على العلاقة بين اضطرابات النوم وسلوك الأطفال في سن مبكرة

مصدر الصورة: Image by Freepik

ias

أظهرت الأبحاث السابقة أن المشاكل السلوكيّة لدى الأطفال وضعف الصحة العقليّة ترتبط بشكل كبير باضطرابات النوم، ومع ذلك، لم تُدرَس علاقتهما مع مرور الوقت بشكل جيد، أمّا مؤخّرًا، فقد استكشفت دراسة حديثة نشرت في JAMA Network Open التاريخ الطبيعي لهذه الظواهر وعلاقاتها المتبادلة عند الأطفال، مع العلم أنّنا سبق وأطلعناكِ على الدراسة التي أظهرت العلاقة بين العوامل الاجتماعيّة وسلوك الأطفال.

سنطلعكِ على تفاصيل هذه الدراسة وأهمّ الاستنتاجات التي تمّ التوصّل إليها من خلال هذه المقالة الجديدة على موقع عائلتي بالاستناد إلى هذه الدراسة التي فتحت آفاق كثيرة وسلّطت الضوء على العديد من العوامل التي لم تكن في الحسبان.

ما الذي يسبب المشاكل السلوكية والعاطفية عند الأطفال؟

تساهم الصعوبات العاطفية والسلوكية الماضية والحالية (EBDs) لدى الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة، بشكلٍ كبير في حدوث مشاكل الصحة العقلية لدى الأطفال والمراهقين، وقد أظهرت دراسات سابقة أن حوالي 50% من هؤلاء الأطفال يستمرون في إظهار هذه المشاكل بعد عام واحد من اكتشافها لأول مرة.
على الرغم من النتائج المفيدة المرتبطة بعلاج هذه الأمراض، فإن العوائق المختلفة، بما في ذلك ندرة المهنيين المدربين تدريبًا عاليًا، والتكلفة العالية، والوصمة الاجتماعية المرتبطة بـ EBDs، وقلة توافر خدمات التدخل المبكر، تمنع الوصول الكافي للأطفال الذين يعانون من هذه المشاكل، وبالتالي، لا تزال هناك حاجة ملحّة لاستراتيجيات أفضل للوقاية من مرض EBD وعلاجه لدى الأطفال الصغار.
يمكن أن تُعزى قلة النوم إلى سلوكيات عاطفية وإشكالية مختلفة لدى الأطفال؛ ومع ذلك، فإن التدخل المثالي لا يزال غير واضح،ممّا دفع الباحثين في الدراسة الحالية إلى استكشاف الروابط بين اضطرابات النوم وحل اضطراب EBD.

العلاقة بين اضطرابات النوم وسلوك الطفل
مصدر الصورة: Image by Freepik

ماذا تُظهِر هذه الدراسة؟

استخدمت الدراسة بيانات من تقييم الصحة والتعليم ونمط الحياة للأطفال في شنغهاي – مرحلة ما قبل المدرسة (SCHEDULE-P)، وهي دراسة أترابية استباقية تابعت الأطفال في سن ما قبل المدرسة في شنغهاي، الصين، لمدة عامين،وقد شملت أكثر من 17000 طفل تتراوح أعمارهم بين ثلاث وأربع سنوات في رياض الأطفال الإعدادية في نوفمبر 2016; عند التسجيل، كان حوالي 28% من مجموعة الدراسة مصابين باضطرابات EBD، في حين أبلغ أكثر من 41% عن اضطرابات في النوم.
في حين بقيت اضطرابات EBD مستقرّة في 10٪ من الأطفال، إلا أنّها تم حلّها في حوالي 20٪، فحوالي 66% منهم لم تؤكَّد إصابتهم بمرض EBD، ومع ذلك، طوّر أكثر من 10% EBDs جديدة خلال فترة الدراسة.

وعندما تخرّج الأطفال، انخفض معدل انتشار أمراض EBD إلى 19٪،ممّا يشير إلى انخفاض في معدلات الإصابة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه من أكثر من 25% إلى أقل من 20% لديهم في مرحلة ما قبل المدرسة.
فقد تمّ الإبلاغ عن اضطرابات النوم لدى حوالي 32٪ من الأطفال، واختلفت أنواعه بين الاستيقاظ ليلًأ، والباراسومنيا، والتنفّس المضطرب أثناء النوم (SDB)،كما يختلف انتشار هذه الأنواع في كثير من الأحيان عند نقاط الدخول والتخرج.

تشمل عوامل الخطر الأخرى غير اضطراب النوم لعدم حل مشاكل EBDs أو EBDs الجديدة الوقت الزائد أمام الشاشة أو تلقّي الرعاية من قبل شخص آخر غير ولي الأمر في وقت الالتحاق بالمدرسة، وكان الأطفال الذين يعانون من زيادة الوزن والذين واجهوا انفصال الأهل ، وكذلك أولئك الذين ينامون أكثر من تسع ساعات كل ليلة، أكثر عرضة للإصابة بأمراض EBD جديدة. وهنا نشير إلى أنّنا سبق وقدّمنا لكِ جدول عدد ساعات نوم الاطفال حسب العمر.
ولوحظ وجود علاقة ملحوظة بين النوم الأفضل وتحسين السلوك والتنظيم العاطفي. من بين الأطفال الذين يعانون من اضطرابات EBD عند الالتحاق بالمدارس، استمر 35% في مواجهة هذه المشكلات عند التخرج، أمّا مع ضعف النوم، فقد استمر 50% منهم في مواجهة النوم المضطرب عندما تركوا مرحلة ما قبل المدرسة.

بعد النظر في العوامل المربكة المحتملة، كان الأطفال الذين يعانون من اضطرابات جديدة في النوم أقل عرضة لحل مشاكل EBD الخاصة بهم. علاوة على ذلك، انخفض احتمال الحل بنسبة 50% مقارنة بأولئك الذين يتمتّعون بعادات نوم أفضل; وبالمثل، فإنّ الأطفال الذين عانوا من قلة النوم منذ التحاقهم بالمدارس حتى التخرّج كانوا أقلّ عرضةً لتصحيح اضطرابات النوم لديهم بمقدار النصف مقارنة بأولئك الذين ينامون جيدًا.
بالمقارنة مع الأشخاص الذين ينامون جيدًا، كان الأطفال الذين يعانون من اضطرابات جديدة أو مستمرة في النوم أكثر عرضة للإصابة باضطرابات EBD الجديدة بأكثر من الضعف. وكان هذا الخطر أعلى بين أولئك الذين يعانون من اضطرابات النوم الجديدة.
كان الأطفال الذين يعانون سابقًا من ضعف جودة النوم والذين أظهروا تحسنًا في معايير النوم، مثل مقاومة وقت النوم أو القلق أثناء النوم، أكثر عرضة بنسبة 40% و50% تقريبًا لحل اضطرابات EBD مقارنة بأولئك الذين ليس لديهم مثل هذا التحسن، على التوالي.
في المقابل، كان الأطفال الذين يعانون من الباراسومنيا الجديدة أو حالات الـ SDBs الجديدة أكثر عرضة بنسبة 3.5 أضعاف للإصابة بحالات الـ EBDs الجديدة،كما وزاد هذا إلى خطر أعلى بمقدار 4.5 أضعاف مع سلوكيات الاستيقاظ الليلي الناشئة حديثًا، وهكذا، تُظهر اضطرابات النوم القهرية التي تم حلها والجديدة ارتباطًا زمنيًا بأنواع مختلفة من اضطرابات النوم.

ما هي الآثار المترتبة؟

  • ترتبط اضطرابات النوم مؤقتًا بالبداية الجديدة وحالات EBD السابقة، وقد ارتبطت كل من اضطرابات النوم الجديدة والمستقرة بانخفاض احتمالية حدوث اضطرابات EBDs التي تم حلها، وعلى العكس من ذلك، فإن الأطفال الذين تحسن نومهم أو ينامون جيدًا دائمًا كانوا أكثر عرضة لحل اضطرابات EBD لديهم.
  • بمجرد ظهور اضطرابات EBD في سنة التخرج في مرحلة ما قبل المدرسة، قد لا يكون الأطفال مستعدّين نفسيًا واجتماعيًا للخطوة التعليميّة التالية.
  • قد يؤثر النوم الناقص أو المضطرب على الصحة العاطفية والاجتماعية من خلال آليات مركزية متعددة، وهذا يتطلب فحصًا دقيقًا لمنع وعلاج اضطرابات النوم في هذه الفئة العمرية الحساسة.
  • قد تساعد إدارة نوم الوالدين الناجحة في تحسين اضطرابات النوم واضطرابات EBD.
  • قد تدعم نتائج الدراسة تطوير البرامج المستقبلية لضمان فحص الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة بشكل روتيني لمثل هذه الاضطرابات، بالإضافة إلى توسيع الاهتمام بإنشاء تدخلات وخدمات النوم المبكر ذات العتبة المنخفضة للأطفال الذين يعانون من اضطرابات النوم المبكرة، فقد تؤدي هذه التدخلات إلى تحسين النتائج الصحية النفسية والاجتماعية الشاملة للأطفال المتأثرين بـ EBDs.

أخيرًا، يمكنكِ أن تتابعي أيضًا على موقعنا، دراسة جديدة تؤكّد أنّ الزواج يرفع ضغط الدم.

الأمومة والطفل الأم والطفل صحة الطفل التأثير على صحة الطفل تربية أطفال تربية الأطفال سلامة الأطفال

مقالات ذات صلة

أمّ تحتضن ابنتها
رعاية الطفل تصرف بسيط منك يعالج كل مشاكل طفلك، وفق خبراء نفسيّين!
فوائد لن تتخيّليها لعناق طفلك
تطور طفل عمره ست سنوات
مراحل نمو الطفل الجسدية اليك ما يجب توقّعه لناحية تطور الطفل في عمر 6 سنوات
والعوامل المؤثّرة!
حليب لعمر الطفل
حليب الاطفال اعطيت طفلي حليب اكبر من عمره​، فهل هذا مضرّ؟
اليك كل ما تحتاجين معرفته
لو كنتِ تهتمين بمستقبل طفلكِ، لا تتجاهلي هذه العادات اليومية!
الأمومة والطفل لو كنتِ تهتمين بمستقبل طفلكِ، لا تتجاهلي هذه العادات اليومية!
أخطاء عديدة قد ترتكبينها!
اعراض الحساسية عند الاطفال​
الأمومة والطفل اعراض الحساسية عند الاطفال​: اكتشفي العلامات قبل فوات الأوان!
الدليل الوافي في متناولكِ..
مساندة الطفل​
الأمومة والطفل مساندة الطفل​: خطوة بسيطة قد تغير مستقبله بالكامل!
خطوة بخطوة لحياة آمنة وسعيدة!
عدم تبول الطفل يوم كامل​
الأمومة والطفل عدم تبول الطفل يوم كامل​.. هل هذا مؤشّر على وجود مشكلة صحيّة خطيرة؟
الإجابة العلمية الواضحة..
الإمارات تواجه أزمة صحية: السكري وضغط الدم عند الأطفال يرتفعان بشكل مخيف!
الأمومة والطفل أزمة صحية: السكري وضغط الدم عند الأطفال يرتفعان بشكل مخيف!
هل طفلكِ بخطر؟!
سر لم تسمعي به من قبل.. النوم المبكر يصنع المعجزات لصحة طفلك!
الأمومة والطفل سر لم تسمعي به من قبل.. النوم المبكر يصنع المعجزات لصحة طفلك!
معلومات جديدة لم تعرفيها من قبل!
رضيع يشرب زجاجة الحليب
حليب الاطفال يشرب الطفل الرضيع ٦ قارورات من الحليب​: فهل هذا العدد المناسب؟
اليك الكميّات المناسبة!
إليكِ ما يحصل إذا أطعمتِ طفلكِ بيضة واحدة في اليوم!
الأمومة والطفل إليكِ ما يحصل إذا أطعمتِ طفلكِ بيضة واحدة في اليوم!
معلومات ستفاجئكِ!
دعاء لحفظ الطفل من الأمراض​
الأمومة والطفل دعاء لحفظ الطفل من الأمراض​: حصّني طفلك من كل شر!
واظبي على تلاوته..

تابعينا على