في زمن تكثر فيه المشاكل الإجتماعية والعائلية، يبحث الناس وخاصة الشباب منهم عن طريقة تنقلهم من واقعهم المرير إلى عالم بعيد عن المشاكل والهموم، فيتذكّرون عندها أحد مقاطع الأفلام التي شاهدوها والتي تظهر لهم الحشيش أو الماريجوانا كالفانوس السحري الذي سيحقق لهم أحلامهم. ولكن هل فعلاً الماريجوانا هي الحل أم أنّها بداية لمشكلة أخرى جديدة؟ في ظلّ هذا التأثير القوي الذي تفرضه وسائل الإعلام على حياتنا اليومية وأبنائنا، أصبح من الضروري جدّاً تقديم معلومات علمية دقيقة ومثبتة لقرّائنا تلقي الضوء على أضرار الماريجوانا وآثارها السلبية على الصحة، بعبارة أخرى: كشف حقيقة الماريجوانا! على الرغم من أنّ البعض يعتقد أنّ تدخين الحشيش بشكل قليل لا يؤدّي إلى الإدمان، إلّا أنّ البحوث قد أظهرت أنّ تعاطي هذه المادة بانتظام حتّى وإن كان بكمية قليلة جدّاً سيتسبّب بتغيّرات في الدماغ والسلوك تماماً كأنواع أخرى من المخدّرات ما يؤدّي حتماً إلى الإدمان.
وما يجب عليك معرفته هو أنّ الماريجوانا التي يتمّ تدخينها تحتوي على مادة الـ" Tetrahydrocannabinol THC" التي تدخل إلى مجرى الدم وتصل إلى الدماغ مباشرة وتعمل على تفعيل إنتاج الدوبامين الذي يزوّد الفرد بشعور السعادة، ولكن سيعاني المدمنون على الماريجوانا صعوبة في السيطرة على استخدامها ما سيجعلها أحد المسببات الرئيسية للمشاكل. أي مشاكل؟ غالباً ما يعاني المدمنون من أعراض مزعجة عند عدم استخدام هذه المادة مثل الرغبة الشديدة بالحصول عليها، زيادة التوتر، القلق، واضطرابات في النوم.
وإذا كان المدمن يتحجّج بشعور السعادة الذي يصل إليه عند استخدامها، فيجب عليه أن يعلم أنّ هذا المفعول الذي يدوم ما بين ساعة وثلاث ساعات، يسبّب ضعف الإنتباه وعدم القدرة على اتّخاذ أي قرار صائب، إضافة إلى بطء في وقت رد الفعل واختلال التوازن. وقد أظهرت الدراسات أنّ استخدام الماريجوانا يؤثّر سلباً على القدرة التعليمية للفرد، معالجة المعلومات المكتسبة، و القدرة على تكوين ذكريات جديدة. والجدير بالذكر أنّ استخدام الماريجوانا لفترة طويلة يتسبّب بمشاكل في الذاكرة والتعلّم تستمرّ لمدة زمنية طويلة حتّى بعد التوقف عن استعمالها. كما تظهر البحوث أنّ الذين يدخّنون الحشيش بانتظام ، وتحديداً الماريجوانا، بدءاً من سنّ المراهقة، قد يواجهون مشاكل في الذاكرة والقدرة التعليمية لسنوات بعد الامتناع عن استخدامها أو حتّى طيلة أيام حياتهم المتبقية.
4 طرق للتخلص طبيعياً من التدخين
وماذا عن الحامل التي تدخّن الماريجوانا؟ إنّ استهلاك هذه المادة خلال فترة الحمل يؤثّر سلباً على نمو مخ الجنين، جهازه المناعي ووزنه الطبيعي عند الولادة. كما قد تمّ ربط التعرض للماريجوانا قبل الولادة لمشاكل في الانتباه عند الطفل إضافة إلى فرط النشاط وضعف الذاكرة والقدرة المعرفية التي لا تتحسّن إلّا في مرحلة المراهقة. إنّ محاولة الهروب من الواقع بواسطة تدخين الحشيش ليس سوى هروب لساعات قليلة جدّاً قبل أن يعود المرء إلى حياته من جديده ويجد أنّه زاد مشكلة جديدة إلى مشاكله، وهي الإدمان، ما سيولّد له بدوره مشاكل إضافية. لم يكمن الحلّ يوماً بالهروب، وتبقى المواجهة وتحدّي الذات والمصائب ، الحلّ الأفضل للقضاء على كلّ ما يتعبنا لمرة واحدة ونهائية.