مصدر الصورة: الحساب الرسمي لأمير وأميرة ويلز @princeandprincessofwales على انستغرام
لا شكّ أنّ الأمير ويليام، ولي عهد بريطانيا، لم يكن يومًا بعيدًا عن مشاكل المجتمع. فدائمًا ما كان يتبع نهج والدته الراحلة الأميرة ديانا في إظهار التعاطف مع الفئات الأكثر ضعفًا في المجتمع. وخلال مقابلة تلفزيونيّة حديثة، كشف الأمير كيف أنّه يناقش مع أطفاله موضوع التشرّد أثناء ذهابهم إلى المدرسة. ما يُعيد إلى الأذهان ما كانت تقوم به الأميرة ديانا معه ومع أخيه الأمير هاري في طفولتهما. وهو الأمر الذي أثّر بشكلٍ كبيرٍ في نظرته للعالم واهتمامه بتلك القضايا.
لقد أثارت هذه المناقشات الفضول لدى أطفاله الثلاثة: الأمير جورج، الأميرة شارلوت، والأمير لويس. ممّا دفعهم لطرح أسئلة عميقة حول أسباب التشرّد وأوضاع المتشرّدين. تُعَدّ مثل هذه المحادثات، وفقًا للأمير ويليام، أساسًا لبناء جيل واعٍ، متعاطف، ويؤمن بأهميّة تقديم الدعم للفئات المحتاجة.كما يضمن تطوير القيم والأخلاق في الأطفال.
المبادرات الملكية للتصدي للتشرد
في إطار جهوده لمعالجة قضية التشرد، أطلق الأمير ويليام مبادرة “Homewards” في عام 2023. وهي خطّة تمتدّ لخمس سنوات تهدف للقضاء على التشرّد في المملكة المتحدة. تشمل المبادرة مواقع متعدّدة، مثل نيوبورت، لامبيث، أبردين، بلفاست، شيفيلد، وبول. وذلك بهدف تقديم دعم مستدام للمتشرّدين وتمكينهم من الحصول على حياة كريمة ومستقرّة. كما يؤكّد الأمير أنّ هدفه هو جعل التشرّد ظاهرة نادرة ومؤقتة.
كيف أثّرت الأميرة ديانا على الأمير ويليام؟
يمكن أن نلاحظ أثر الأمير ويليام بشكلٍ واضح من والدته. فمثلًا، كانت دائمًا تسعى لتعليم أبنائها عن أهميّة التعاطف مع المتشرّدين. كما أن الأميرة ديانا كانت تُرافق الأميرين الصغيرين إلى ملاجئ المتشرّدين، حيث كانوا يشهدون على معاناة الناس. وهذا ساعد في تشكيل رؤية الأمير ويليام حول أهميّة إحداث فرق في حياة الفئات المهمّشة. لذلك، يسعى الأمير اليوم إلى ترسيخ هذه القيم لدى أطفاله، مع التركيز على ضرورة إيجاد حلول عمليّة ومستدامة بدلًا من مجرّد التعاطف السطحي.
تحديات تواجه الأمير ويليام في معالجة التشرد
رغم الجهود الكبيرة التي يبذلها الأمير ويليام، إلّا أنّه تعرّض لموجةٍ من الانتقادات بسبب كونه جزءًا من العائلة المالكة، التي تمتلك عدّة عقارات فاخرة. وهذا يُثير تساؤلاتٍ حول مدى ملاءمة دوره في معالجة مشكلة التشرّد. لكن ومع ذلك، يصرّ الأمير على أنّ امتيازاته الملكيّة يجب أن تُستخدم لصالح خدمة المجتمع. كما يؤكّد أنّ الهدف ليس مجرّد تقديم المساعدات، بل إحداث تغيير جذري في الواقع الاجتماعي.
تُظهر قصة الأمير ويليام مع التشرد كيف يمكن للتربية العائليّة أن تترك بصمة دائمة على الفرد، وأن تؤثّر في مواقفه ومساعيه المستقبليّة. من خلال مبادرة “Homewards” ومناقشاته الصادقة مع أطفاله، يسعى الأمير ويليام إلى تحويل مشاعر التعاطف إلى عملٍ حقيقي يُحدِث فرقًا ملموسًا في حياة المتشردين. قد تكون هذه المهمّة صعبة، ولكن مع وجود الدافع الشخصي والرؤية المستمدّة من إرث الأميرة ديانا، يظلّ الأمير مصمّمًا على بناء مجتمع أكثر عدلًا وإنسانية. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لك عن مبدأ حاسم للأمير وليام في تربية أبنائه.