سؤال اليوم: اذا طلبت الزوجة الطلاق لمن تكون الحضانة ؟ تعدّ مسألة الحضانة بعد الطلاق من أهمّ الأمور التي تشغل بال الأبوين، لأنّها تتعلّق بمستقبل الأطفال واستقرارهم النفسي والاجتماعي. والسؤال المطروح هنا يثير الكثير من النقاش في المجتمعات الإسلاميّة، حيث تتداخل الاعتبارات الشرعيّة والقانونيّة مع الاهتمامات الأسريّة. أمّا الحضانة في الشريعة الإسلامية فتُعتبر حقًا ومسؤوليّة على حدٍ سواء، إذ تضمن للأبناء البيئة المثاليّة التي تتيح لهم النموّ في ظروفٍ مناسبة. لذا سنكشف لكِ عن تفاصيل حضانة الطفل بعد الطلاق وما على كل أم التنبه اليه.
في هذا المقال، سنقوم بإلقاء الضوء على جوانب متعدّدة تتعلّق بحق الزوجة في الحضانة عند طلب الطلاق، والظروف التي تمنحها الحق في الانفصال عن زوجها. كما سنناقش من الأحقّ بالأبناء بعد الطلاق، وفقًا للشرع الإسلامي، بناءً على مجموعة من الضوابط والشروط التي تُراعي مصلحة الطفل أوّلًا وقبل كل شيء.
إذا طلبت الزوجة الطلاق هل يحق لها الحضانة؟
الحضانة هي واحدة من القضايا التي تتبادر إلى الأذهان فور حدوث الطلاق. اذا طلبت الزوجة الطلاق لمن تكون الحضانة في الإسلام؟ يفتح هذا التساؤل الباب لفهم الأحكام الشرعيّة المتعلّقة بحقوق الأبوين بعد الطلاق، وخاصّةً حقّ الأمّ في رعاية الأطفال.
في الشريعة الإسلاميّة، تُمنَح الأمّ الأولويّة في حضانة الأبناء، خاصّةً في سنواتهم الأولى، إذ تعتبر الأكثر قدرة على تلبية احتياجاتهم الجسديّة والعاطفيّة في هذه المرحلة الحرجة من النمو. ورغم أنّها تحصل عادةً على حق الحضانة، إلّا أنّ هناك شروطًا يجب أن تتوافر. من بينها، أن تكون قادرة على توفير بيئة آمنة ومستقرّة للأطفال، وألّا تكون متزوّجة من رجل آخر. ففي حال زواج الأم بعد الطلاق، قد ينتقل حقّ الحضانة إلى الأب أو أحد الأقارب من جهته.
تهدف هذه الشروط والضوابط إلى ضمان أن الأطفال يتلقّون الرعاية اللازمة وأنّهم يعيشون في بيئةٍ تُلبّي احتياجاتهم، سواء النفسيّة أو الاجتماعيّة أو الجسديّة. وهذا ينطبق على قانون الحضانة بعد الطلاق في السعودية.
متى يحق للزوجة أن تطلب الطلاق؟
اذا طلبت الزوجة الطلاق لمن تكون الحضانة ومتى يحقّ لها فعل ذلك؟ يمنح الشرع الإسلامي الزوجة الحقّ في طلب الطلاق تحت ظروفٍ معيّنة تضمن لها عيش حياة كريمة وآمنة. من أبرز الأسباب التي تجيز هذا الفعل هو تعرّضها للضرر سواء كان نفسيًا أو جسديًا. إذا كانت الزوجة تعاني من الإهانة، أو العنف ضدّ المرأة، أو إهمال حقوقها الزوجيّة، فإن الشرع يسمح لها بالتوجه إلى طلّب الطلاق لحماية نفسها وكرامتها.
كما يحق للزوجة طلب الطلاق إذا كان الزوج غير قادر على توفير النفقة اللازمة لها ولأبنائها أو إذا ثبت عجزه عن تلبية احتياجاتها الأساسيّة. في حالاتٍ أخرى، قد يكون عدم التفاهم أو الانفصال العاطفي بين الزوجين سببًا كافيًا لتقديم طلب الطلاق.
عند طلب الزوجة للطلاق، يجب أن تتمّ العمليّة وفقًا لما تقتضيه الشريعة الإسلاميّة من شروطٍ وأحكام. من هنا، يتمّ النظر في مسألة الحضانة بعناية، حيث يُراعى ما هو الأفضل للأطفال وما يحقّق لهم حياة مستقرّة بعد انفصال الأبوين.
من أحق بالأولاد بعد الطلاق؟
عند الوصول إلى مرحلة الطلاق، يصبح السؤال الأكثر إلحاحًا: اذا طلبت الزوجة الطلاق لمن تكون الحضانة ؟ يتّفق الفقهاء في الشريعة الإسلاميّة على أنّ الأولويّة في الحضانة تكون للأم، خاصّةً إذا كان الأطفال في سنٍّ صغيرة، وذلك بناءً على الأحاديث النبويّة التي توصي بأنّها هي الأقدر على تربية الأبناء في السنوات الأولى من حياتهم. إذًا هذا الحقّ يُمنَح لها طالما كانت تتمتّع بشروط أهليّة الحضانة.
لكنّ الأمور قد تتغيّر مع تقدّم الأطفال في السّن. فبعد وصول أحدهم إلى سنّ التمييز، الذي يتراوح غالبًا بين السابعة والتاسعة، يُسمح له في بعض الحالات باختيار الإقامة مع أحد الوالدين. وهنا يُترَك الأمر لتقدير القاضي الشرعي الذي ينظر في مصلحة الطفل بالدرجة الأولى.
إضافةً إلى ذلك، يمكن أن يُمنَح الأب الحضانة في حالات معيّنة، مثل عدم قدرة الأمّ على تلبية احتياجات الأطفال، أو إذا تزوّجت من رجلٍ آخر كما ذكرنا سابقًا. في جميع الأحوال، تظل مصلحة الطفل هي المحور الأساسي في تحديد من يحصل على الحضانة. يؤكّد الشرع الإسلامي على ضرورة أن يعيش الأطفال في بيئةٍ تضمن لهم الاستقرار النفسي والاجتماعي، بعيدًا عن النزاعات بين الأبوين.
تظلّ مسألة الحضانة بعد الطلاق من أكثر القضايا حساسية، فهي لا تتعلّق فقط بحقوق الأبوين بل تمتدّ لتشمل مصلحة الأبناء واستقرارهم. اذا طلبت الزوجة الطلاق لمن تكون الحضانة ؟ يظلّ هذا السؤال ذا أهمية كبيرة في المجتمع، ويحتاج إلى تفهّم عميق لأحكام الشريعة الإسلامية. وفقًا للشرع، تحظى الأم عادةً بحق الحضانة، خاصةً في السنوات الأولى من عمر الطفل، ولكن بشروط تضمن أن الطفل سيعيش في بيئة مناسبة.
لا يمكن اعتبار أنّ الحضانة مجرّد حقّ للأم أو الأب بل هي مسؤوليّة كبيرة يجب أن تُدار بحكمة وتفكير بعيدًا عن الخلافات الشخصية. الأولوية يجب أن تكون دائمًا لمصلحة الطفل؛ فهو يحتاج إلى العيش في بيئةٍ مستقرّة وداعمة ليتمكّن من النموّ السليم. لذلك، ينبغي على الأبوين أن يتعاملا مع مسألة الحضانة بحساسية عالية وبوعيٍ تام لاحتياجات أبنائهم، متجاوزين أيّ خلافات قد تؤثّر سلبًا على مستقبل الأطفال. في النهاية، الحضانة هي قرار يُبنى على الحب والاهتمام، لا على الصراعات والخلافات. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وأطلعناكِ على كيفيّة تحقيق طلاق ناجح بلا تأثير على الأطفال.