أنتِ الآن أمام أخطر مرحلة في حياة طفلكِ، تلك السنوات التي تُشكل أكثر من 70% من شخصيته. نعم، نحن نتحدث عن المرحلة العمرية بين 6 و12 سنة، والتي يُطلق عليها اسم “الفترة الخضراء” أو “سن الغراس”. في هذه المرحلة، تبدأ بذور القيم والسلوكيات بالترسخ داخل طفلكِ، لتكون أساس مستقبله.
هذه السنوات تحمل تغييرات نفسية، وسلوكية، ومهارية، وحتى هرمونية. لذلك، كل خطوة تخطينها الآن تبني شخصيته بشكل مباشر. ممّا يُحتّم عليكِ فهم طبيعة هذه المرحلة وتأثيرها على تكوين شخصية الطفل.
بين سن 6 و8 سنوات، يفهم طفلكِ ذاته بشكل أعمق ويُكوّن هويته تدريجيًا. في هذه الفترة، تلاحظين تغيرات واضحة في سلوكياته. يزداد فضوله بشكل ملحوظ، كما يظهر ميله المتزايد للاستقلال. لذلك، ركّزي على هذه المرحلة الذهبية وعلّميه قيمًا أساسية، مثل الاحترام والتعاون. هذه القيم تُساهم بشكل كبير في تشكيل شخصيته المستقبلية.
التطور المهاري والاجتماعي
خلال هذه المرحلة، يطوّر الطفل مهاراته الاجتماعية بسرعة كبيرة. بعد ذلك، يبدأ ببناء صداقات جديدة ويتفاعل مع الآخرين بشكل أعمق. لذلك، شجّعيه دائمًا على الانخراط في اللعب الجماعي. أيضًا، شاركيه في الأنشطة المختلفة لتشجيعه على المشاركة، مما يعزز ثقته بنفسه. في النهاية، ساعديه على تطوير قدرته على التعاون مع الآخرين بسهولة.
التغيّرات الهرمونيّة والغذائيّة
حتى لو بدا صغيرًا، يبدأ جسم طفلكِ بالتحضير بسرعة لمراحل نمو متقدمة. لذلك، قدّمي له التغذية السليمة لأنّها تُساهم في بناء جسده وعقله بطريقة صحية. وأيضًا، ركّزي على تقديم الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية التي تدعم صحته الجسدية وتُحسّن حالته النفسية باستمرار.
كيف تُغرس القيم في هذه المرحلة؟
تُعتبر هذه المرحلة “أرضًا خصبة” تنمو فيها القيم والسلوكيات بسرعة. عندما تغرسينها بعناية، تشاهدين نتائجها مباشرة. لذلك، استغلي هذه الفترة بكل الطرق الممكنة. ما تعلمينه لطفلكِ الآن يترك أثرًا واضحًا على شخصيته لاحقًا. لتعليم طفلكِ القيم والسلوكيات الجيدة، جربي الطرق التالية:
- القدوة الحسنة: كوني نموذجًا يُحتذى به في الصدق، والأمانة، والتسامح.
- التشجيع المستمر: كلما أظهر سلوكًا إيجابيًا، أشعريه بأهميته من خلال المديح.
- الحوار المفتوح: استمعي إلى طفلكِ وشجعيه على التعبير عن مشاعره بحريّة.
أخيرًا، تؤدّي المرحلة العمرية بين 6 و12 سنة دورًا أساسيًا في رسم مستقبل طفلكِ. ركّزي دائمًا على تلبية احتياجاته النفسية والجسدية، وكوني بجانبه في كل خطوة كدليل وداعم. ازرعي القيم الإيجابية الآن، وستشاهدين أثرها بوضوح لاحقًا في شخصيته وسلوكياته. لا تنتظري أبدًا، بل ابدئي على الفور ببناء أساس قوي لطفلكِ بكل حب وثقة! ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن أسرار التربية الناجحة.