صحيحٌ أنّ الأساطير والأقصوصات المحيطة بمسببات العقم والعوامل المؤثرة في قلة الخصوبة لا تُعدّ ولا تُحصى، ولكنّ التوتر هو فعلاً عاملٌ مؤثرٌ في الخصوبة، والدراسات الحديثة تؤكّد وجود رابطٍ بين الاثين وتؤكّد كذلك أنّ التوتر قد يكون سبباً للعقم ونتيجةً له في آنٍ واحدٍ، كيف ذلك؟
نصائح تُبعد عن الحامل التوتر والقلق
يؤثر التوتر في جسم المرأة بطرقٍ عدة، إحداهما تغيير تركيبة المواد الكيمائية العصبية التي تلعب دوراً في نضوج البويضة وتوقيت خروجها. هذا وقد يتسبب التوتر بظهور تشنجات على مستوى الرحم وقناة فالوبيان، الأمر الذي قد يعرقل ترسيخ البويضة داخل الرحم وبالتالي حدوث الحمل. وبالنسبة إلى الرجل، فقد يؤثّر التوتر في سرعة تحرّك النطف التي يقذفها أثناء كل ممارسة وعددها، ومن المحتمل أيضاً أن يؤدي شعوره بالإجهاد إلى ضعفٍ في الانتصاب وقلةٍ في الخصوبة. هذا وقد يكون التوتر نتيجةً للعقم. فعدم القدرة على الحمل بالطفل المرغوب والتعمّق في محاولة إيجاد حلٍّ للمعضلة والخضوع لعلاجات كثيرة، مؤلمة ومؤذية للجسد والنفسية معاً، تسبب الاكتئاب وتُفاقم تأثيرات التوتر على الصحة وتزيدها حدةً. وبحسب إحدى الدراسات التي طاولت هذه المسألة، فإنّ 40% من النساء اللواتي واجهن مشكلة عقم، اختبرن معها تجربة الاكتئاب والقلق الشديدين، في حين عانت 40% منهنّ من أمراض جسدية خطيرة، كأمراض القلب والسرطان.
هل هناك علاقة بين التوتر وسوء الهضم؟
وانطلاقاً مما تقدّم، تنصح "عائلتي" الثنائي الذي يحاول الإنجاب إدارة توتره، والخضوع لعلاجٍ نفسي مع العلاج الجسدي، واللجوء إلى تقنياتٍ مفيدةٍ تساعد الطرفين على الاسترخاء والتنفيس عمّا يزرع في نفسيهما القلق والهمّ، على غرار اليوغا والتأمل وكتابة اليوميات.