تريدين أن ينمو طفلكِ جسدياً ونفسياً في راحة وأمان بعيداً من المخاوف والشعور بالقلق؟ على رغم حرصكِ على تأمين أجواء دائمة من الطمأنينة له، من الطبيعي أن يشعر بين الحين والآخر بالخوف، ومن أمور لم تخطر ببالكِ حتى… فكيف تخلّصينه من هذه المشكلة الشائعة؟
جئناكِ في هذا السياق بسلسلة من الإجراءات التي تساعد طفلكِ على تخطّي خوفه في أسرع وقت ممكن، وبشكل سليم لا ينعكس عليه مستقبلياً:
- راقبي نوعية المعلومات التي يتلقاها من الإعلام والإنترنت: كخطوة إستباقية، من المهمّ أن تنتبهي للأمور التي يشاهدها طفلكِ على التلفاز، خلال ألعاب الفيديو وحتى عند تصفّح الإنترنت إن كان عمره يسمح بذلك. فالمشاهد العنيفة، والأخبار المقلقة قد تكسر لديه الشعور بالأمان، خصوصاً إن تلقّى هذه المعلومات قبل الخلود إلى النوم. كذلك، علّميه أن يتحكّم بالأمور بنفسه، مثل إعطائه جهاز التحكم عن بعد لإطفاء التلفاز إن شعر بأنه يشاهد أمراً مزعجاً ومخيفاً.
- ناقشي مخاوفه بشكل صريح: مهما بدا الأمر سخيفاً بالنسبة لكِ، خذي على محمل الجدّ أي من المخاوف التي تراود طفلكِ، ودعيه يتكلّم في الموضوع بشكل صريح ويشرح لكِ أسباب خوفه هذا. هكذا، ستستطيعين القيام ببعض التدابير التي تساهم في إزالة مسبّبات الخوف لديه تدريجياً.
- كوني له مثالاً أعلى: طريقة تعاملكِ مع مخاوفكِ وهمومكِ تؤثر كثيراً في طفلكِ، فإن رآكِ متشنّجة أو منهارة مثلاً، سينسخ هذه الصفات عنكِ ويلجأ إليها بنفسه. لذلك، حافظي على رباطة جأشكِ في حضرته، كما علّميه مبدأ الشجاعة، ولكن ركّزي على الخطّ الرفيع الذي يفصله عن التهوّر.
- حضّري طفلكِ مسبقاً: يميل الطفل إلى الخوف من الأمور التي يجهلها ومن التجارب الجديدة. لذلك، حضريه مسبقاً وبالتفاصيل لأي تجربة جديدة يخوضها، خصوصاً إن شعرتِ بأي من علامات القلق لديه. ناقشي مخاوفه في هذا الخصوص، وأكّدي له بأنّه بمأمن في وجودكِ أو وجود شخص راشد آخر مشرف عليه (مثلاً في المدرسة).
- علّميه بعض الحيل لإبعاد التوتّر: من المهم أن يكون طفلكِ مسترخياً وهادئاً لمواجهة مخاوفه وتخطيها. لذلك، علّميه كيفية التعامل مع الأمور في إطار مرح ومختلف:
- قولي له مثلاً: "عندما تبدأ بالشعور بالتوتر، أغمض عينيكِ وتخيّل أنك تطفو بهدوء على أحد الغيوم أو تسترخي على أحد الشواطئ".
- علّميه أن يتنفّس بعمق وبطء عندما يشعر بالقلق والخوف :"تخيل أن رئتيكِ أشبه بالبالون المنفوخ، وعليك إخراج الهواء منه ببطء".
- للمراهقين: قومي بحثه على تنزيل أغاني وموسيقى مهدئة يستطيع تشغيلها في سماعات الأذنين عند الشعور بالقلق.
- عانقيه: الأمر بهذه البساطة! إذ أثبتت الدراسات أنّ العناق هو من الطرق الفعالة التي تساعد الطفل على الإسترخاء والهدوء في حال الصدمة والخوف. علّميه أيضاً أن يطلب العناق منكِ من دون أي خجل!
ففي كلّ مرّة تشعرين بها أنّ الخوف يسيطر على طفلكِ، إلجئي إلى الحلول السابقة بعيداً من العبارات الحادّة التي قد تتفوهين بها عن نيّة حسنة لتشجيعه، إلاّ أنّ لها أثراً مدّمراً على شخصيته.
إقرئي المزيد: كيف تعلمين طفلك ان يحل مشاكله بنفسه؟