شاركت إحدى الأمهات وهي تدعى كاثلين تجربتها في موقف صادفها مع طفلها على مواقع التواصل الإجتماعي.
تقول كاثلين أنه في إحدى المرات قام طفلها بضرب باب الحمام ضربة عنيفة للغاية كردّة فعل منه جراء شعوره بالغضب الشديد ما أدى إلى سقوط المرآة في هذا الأخير على الأرض محدثة صوتًا مرعبًا وتكسّرت وانتشر حطامها في الحمام كله.
أضافت كاثلين أن مثل هذه المواقف يختبر صبر الأهل والمربين وإلى حدّ ما العاطفة التي يكنها هؤلاء لأطفالهم. لم تكن ردة فعل كاثلين كما تتصورين وكما تجري العادة، ففي طبيعة الحال، من البديهي أن تغضب الأم وتنفعل إزاء تصرف ولدها المتهور وغير المسؤول ما يدفعها إلى الصراخ عليه وتأنيبه وحتى ضربه على يده في بعض الأحيان.
إلا أنّ كاثلين استطاعت أن تغيّر العادة وتتمالك نفسها وأخذت نفسًا عميقًا وظلّت صامتة لبعض الوقت شاعرة برغبة كبيرة في البكاء إذ من الصعب جدًا أن يتمالك المرء نفسه ويتصرّف بعقلانية في مثل هذه الحالات وبخاصة لدى عدم وجود الأب حينها.
وبعد مرور بضع دقائق على الحادثة، سمعت بكاء طفلها وتنهّده وشعرت بأن قلبها يردّد هذه الكلمات: "إهدأي أيتها الأم الشجاعة إهدأي، خذي نفسًا عميقًا، فذلك الكائن الصغير بأمسّ الحاجة إليك الآن، إذهبي إليه واحضينه، الآن، الآن،الآن…"
فسارعت كاثلين إلى ابنها واحتضنته بشدة وهي تبكي وهو يبادلها كلمات الإعتذار والأسف والوعود بعدم تكرار هذا الأمر مجددًا ودموعه تنهال على وجنتيه.
كاثلين هي مثال الأم الحنونة والمحبة والقوية في الوقت عينه وقد تحلّت بالوعي الكافي لضبط أعصابها وانفعالاتها لكي لا تؤذي طفلها سواء جسديًا او نفسيًا لأن ذلك سيؤثر بمكان أو بآخر على شخصيته وسلوكه. بل بتفهمها وحنانها جعلته يدرك بنفسه الخطأ الذي ارتكبه وعدم تكراره البتة.