أظهرت دراسة جديدة من المملكة المتحدة أن الأطفال الذين تقل أعمارهم عن أربعة أسابيع يمكنهم فهم وتقدير الفكاهة، مما قد يساعد الباحثين على فهم أفضل لكيفية تطور دماغ الطفل.
هل سبق لك أن سمعت طفلًا يضحك في واحدة من تلك الضحكات اللطيفة والعميقة وتساءلت عما كان يفكّر فيه؟ من السهل تصديق أنه لا توجد طريقة يمكن للطفل من خلالها تقدير الفروقات الدقيقة في النكتة أو عبثية لعب لعبة البيكابو، ومع ذلك يبدو أنه هناك أسرار لضحكات الرضيع.
لا يُفهم سوى القليل جدًا عن مكان وزمان ظهور الدعابة أثناء نمو الشخصية، وهو ما يجعل هذه الدراسة الأخيرة حول الفكاهة والأطفال مثيرة للغاية. نحن نعلم أن الفكاهة يمكن أن تساعد في التعبير عن الأفكار المعقدة وحتى الارتباط بالآخرين، ولكن كيف نطوّر روح الدعابة؟
استطلاع حول الفكاهة لدى الأطفال
أنشأ باحثون في جامعة بريستول في المملكة المتحدة استطلاعًا للأهل يسمى مسح الفكاهة المبكر الذي نظر إلى 671 طفلًا تتراوح أعمارهم بين 0 و 47 شهرًا. لقد أرادوا معرفة كيف تتطور الفكاهة عند الأطفال الصغار جدًا.
اتضح أن هناك أكثر من 20 نوعًا من الفكاهة التي يبدو أنها تظهر في إطار زمني تنموي لدى حديثي الولادة. تضمّنت هذه الأنواع من مؤشرات الفكاهة نسخ النكات، المطاردة والدغدغة، مفاجآت أسلوب النظرة الخاطفة، الوجوه السخيفة، إساءة استخدام الأشياء، المواضيع المحظورة، على سبيل المثال لا الحصر.
الفكاهة في عمر مبكر
إذا كنت تسألين متى يضحك الطفل؟ فقد وجد الباحثون أن ما يقرب من نصف الأطفال في الاستطلاع أظهروا تقديرًا للفكاهة بعمر شهرين، وهو أمر غير عادي عندما نفكّر في مقدار ما يحدث لشخص صغير بعمر شهرين. علاوة على ذلك، في عمر 11 شهرًا، بدأ نصف الأطفال في الاستطلاع في تجربة صنع النكات الخاصة بهم. لم يحاول الأطفال أن يكونوا مبدعين فحسب، بل بدا أنهم يركّزون على هذه المهارة المكتسبة حديثًا حيث قاموا بمحاولات متكررة لإخراج النكات بزيادات مدّتها ثلاث ساعات.
ومن المثير للاهتمام أن الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 12 شهرًا بدا أنهم ينجذبون إلى الكوميديا الجسدية أكثر من الانجذاب إلى اللفظية. لذا، فإن الوجوه المضحكة والمطاردة والدغدغة والاستخدام السخيف للأشياء الشائعة، وما إلى ذلك، ستثير أكبر قدر من الاستجابة.
ومع ذلك، يبدو أن الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن 12 شهرًا تظهر عليهم علامات تطوّر الفكاهة. بدت هذه الفئة العمرية أكثر تشاركية وموجهة نحو المضايقة، أو فكاهة المرحاض، أو إذهال شخص ما، أو إصدار أصوات لفظية سخيفة مثل أصوات الحيوانات.
حسّ الفكاهة يتطوّر مع نمو الطفل
بعد ذلك، عندما انتقل الأطفال إلى سنوات الطفولة، أصبحت النكات أكثر تطورًا وبدأوا في استخدام اللغة بطرق مثيرة للاهتمام. قد يقول الطفل ، “كلب يقول”مو”، أو شيئًا سخيفًا بنفس القدر ليحظى بالضحك. لكن الباحثين لاحظوا أيضًا أن هذا هو الوقت الذي يظهر فيه الأطفال اهتمامًا بالسخرية، مثل النكات التي تركز على إهانة الآخرين.
قالت الدكتورة إيلينا هويكا، الأستاذة المشاركة في مدرسة بريستول للتعليم والمؤلفة الرئيسية للدراسة، في بيان صحفي: “تسلط نتائجنا الضوء على أن الفكاهة عملية معقدة ومتطورة في السنوات الأربع الأولى من الحياة”. “نظرًا لشموليّتها وأهميتها في العديد من جوانب حياة الأطفال والكبار، من المهم أن نطوّر أدوات لتحديد كيفية تطور الفكاهة أولاً حتى نتمكن من فهم ليس فقط ظهور الدعابة نفسها ولكن كيف يمكن للفكاهة أن تساعد الأطفال الصغار وظيفيًا معرفيًا واجتماعيًا ومن ناحية الصحة العقلية”.
أخيرًا، متى يبدأ الطفل بالكلام؟ إليك التفاصيل على موقعنا.