مما لا شكّ فيه أنّ الآباء اليوم يلعبون دوراً مهماً في رعاية الأطفال وتربيتهم. وهذا ما قد يبرر تفكير الكثير من الدول والحكومات مثل الحكومة الفنلندية في تمديد إجازة الأبوة التي تبيّن وبحسب دراسة حديثة أنّها لا تقرب الآباء من الأطفال فحسب إنّما تؤثر بشكلٍ إيجابي على الحياة الزوجية.
في التفاصيل، وجدت الدراسة التي نُشرت في عدد نوفمبر 2019 في مجلة Journal of Social Policy أنّ الآباء الذين يأخذون إجازة أبوة لديهم علاقات أبوية أكثر استقراراً. ونظر الباحثون من جامعة بيل ستيت في ولاية إنديانا على بيانات من الدراسة الطولية للطفولة المبكرة حيث تبيّن أنّ الآباء الذين يمضون بعض الوقت مع أطفالهم ويأخذون إجازة لمدة أسبوع واحد هم أقل عرضة بنسبة 25% لاختبار فشل الزواج خلال السنوات الست الأولى بعد ولادة أطفالهم.
أمّا بالنسبة للآباء الذين يأخذون إجازة أبوة لمدة أسبوعين، فهم أقل عرضة بنسبة 29% لرؤية زواجهم يضمحل. كما وجد الباحثون أنّ استقرار العلاقة الزوجية لم يهتز أبداً بالنسبة للآباء الذين يأخذون إجازة أبوة لمدة 3 أسابيع أو أكثر.
وقال ريتشارد بيتس، الباحث الرئيسي في الدراسة وأستاذ علم الإجتماع في بول ستايت في بيان صحفي: "تشير نتائج الدراسة إلى تمديد إجازة الأبوة للآباء وتشجيعهم على الإستفادة منها قد يساعد في زيادة الإستقرار الأسري". ويُضيف: "إذا كانت إجازة الأبوة تمنح الآباء الوقت الكافي لتعلم كيفية التفاعل مع أطفالهم والوقت الكافي للعناية بهم بالشراكة مع زوجاتهم، فيبدو من المنطقي أنّ الإجازة الأطول هي الأفضل للوالدين وتساعد على تعزيز العلاقات الوالدية." ويتابع: "مع ذلك، من المهم النظر في المعايير الثقافية المحيطة بالاجازة الوالدية والأثار المترتبة على أخذ إجازات أكثر ما هو متوقع أو مسموح به في المجتمع".