"لا تولدي قيصري!"، "حرام عليك! يا دوب عمره 8 شهور وفطمتيه عن حليبك؟"، وتستمر التنظيرات حتى بعد الإنجاب، فيسألونك: "ما تبغين تزيني الولدين ببنت"؟"
أنجبت طفلين في سنتين، وبمنتهى الصراحة، لا أفكر حالياً أبداً في الإنجاب، فلا زلت حتى الآن أتخبّط ما بين الإثنين، لا أعلم ليلي من نهاري، أطعم أحدهما وأنسى الآخر، ولا ترى عيني النوم.
إنّهما أجمل ما حصل لي وفي الوقت نفسه أكبر تحدٍ لي؛ فالإهتمام بطفل صغير هو أشبه بوظيفة ذات دوامٍ كامل؛ وكيف الحال إذا كان عليك أن تبدّلي حفاض الصغير من جهة وتدربي الكبير على استخدام الحمام من جهةٍ أخرى؟ كل هذا، ويسألونني "ما رأيك في أن تزينيهما بفتاة؟"
ولكن، ماذا عني أنا؟ ماذا عن صحتي النفسية والعقلية؟ ماذا عن مظهري الذي نسيت كيف أهتم به خصوصاً وتمرّ أحياناً أيّام من دون أن تتسنى لي فرصة النّظر إلى المرآة؟! ألا يحقّ لي أن أتنفّس قليلاً أو أن آخذ قسط راحة قبل أن أفكّر بإنجاب طفل آخر؟!
لا ألومهن! فهنّ ربّما لا يعلمن أنّ الأم التي أنجبت طفلين متتاليين لم ترح جسمها أبداً؛ بين الحمل، الولادة، الرضاعة من جهة وفطام الطفل البكر من جهة أخرى، والتصدي لضربات الطفل الكبير عن الصغير، وحمايتهما مما قد يرغبان في اكتشافه في عالمهما الجديد، أنت باختصار أم مرهقة تستحق كل التقدير على جهودها.
لذلك، إذا حصل وطرح أحدهم عليك مثل هذا السؤال، إبتسمي وتذكّري أنّ أحداً من الذين يطرحونه، سيستيقظ على طفلك حين يبكي، أو يغير حفاضه، أو يدربه على الحمام، أو يسهر عليه حين يمرض… أنت الوحيدة التي ستقوم بكل ذلك! وفي النهاية، قرار إنجاب صبي أو فتاة هو شأنك وحدك ولا يعني أي شخص آخر حتى ولو كان من أهلك أو أهل زوجك!