لطالما كانت صورة المرأة العربية، من وجهة النظر الغربية، ترمز إلى كائن محطّم الأحلام، يبقى في المنزل وينتظر دعماً مالياً من الزوج أو الأب. لربّما كان هذا هو الواقع منذ سنوات عديدة إلّا أنّ المجتمعات العربية كافّة شهدت في الآونة الأخيرة تغيّراً ملحوظاً في دور المرأة حتّى وإن تطلّب الأمر منها خوض معارك إجتماعية كي تتمكّن من إثبات جدارتها في العديد من المجالات. من المؤكّد أنّ وضع المرأة العربية يختلف بين دولة وأخرى والتحديات التي تواجهها تختلف هي أيضاً ولكنّ ذلك لا يلغي الدور الريادي الذي أصبحت تلعبه في كلّ قطاع داخل بلدها؛ لذلك اسمحي لنا بتسليط الضوء على أحد الأمثلة التي تستحقّ الذكر لامرأة أثبتت جدارتها في حلّ بعض المشاكل الإجتماعية؛ السعودية ياسمين التويجري، هي خير مثال على قدرات المرأة الفكرية والعلمية، إذ أصبحت التويجري واحدة من كبار العلماء في المملكة العربية السعودية ووضعت بصمتها في العديد من القضايا المهمّة مثل الصحة النفسية والعقلية، سمنة المرأة، ومرض السكري في المملكة. ولكن على الرغم من رغبة معظم النساء بلعب دور فاعل في المجتمع إلّا أنّهنّ قد يواجهن في بعض البلدان صعوبة في التنقّل أو في الحصول على رأس المال نظراً للنظرة الدونية للمرأة المتّبعة من قبل بعض الحكومات والإدارات. وإذا انتقلنا من المجتمع الحقيقي على أرض الواقع إلى المجتمع الإفتراضي أي شبكات التواصل الإجتماعي فهل ستكون النتيجة نفسها؟ هل يسيطر الرجل في هذا "القطاع" أيضاً؟ للأسف عزيزي الرجل فعلى مواقع التواصل الإجتماعي، التي أصبحت تعدّ أحد أهمّ مشاريع عالم الأعمال والتي يكتسب الآلاف من الرجال أجرهم منها، المرأة هي المسيطرة وهي نفسها المحفّز لنمو هذا النوع من التطوّر فهي تقضي وقتاً أطول للتفاعل مع الآخرين ما يعدّ أساس تطوير عالم التشابك الإجتماعي:
* على موقع Pinterest: نسبة النساء اللواتي يستخدمن هذا الموقع تتعدّى نسبة الرجال بـ25% ما يجعلهنّ جزءاً حيوياً من سير عمل الشركة.
* النساء هنّ الأكثر مشاركة للصور ومقاطع الفيديو على مواقع Pinterest ، Tumblr، وInstagram.
* تتعدّى نسبة النساء اللواتي يقرأن الأخبار على فايسبوك نسبة الرجال بـ16%.
وإنّ ما قرأته الآن لا يعدّ تسلية من وجهة نظرة الإداريين في قطاع الأعمال، بل يشير إلى مدى تأثير المرأة في تنمية القطاعات كافة، سواء أكانت مشاركة كمبتكرة للمشروع أو كمساهمة في تطويره. ولكن على الرغم من مشاركة المرأة أكثر من الفترة الماضية بفاعلية في المجتمع، إلّا أنّها لا تزال تحتاج لدعم الحكومات بشكل أفضل من خلال إزالة الحواجز التي تمنعها من وضع خطوتها الأولى في مجال المشاريع والأعمال، إذ أظهرت الأرقام أنّه لكل إمرأة صاحبة مشروع لا يزال هناك بالمقابل 6 نساء يرغبن بإقامة مشروع خاص. ولمَ على الحكومات العربية دعم دور المرأة في المجتمع؟ لأنّها هي الأم والمعلّمة الأولى في كافة المجتمعات، ولأنّها المؤتمنة على أرواح صغارنا ومربية الأجيال القادمة ومن يضع أغلى ما عنده، طفله، بين يديها هل من حقّه التقليل من شأنها بحرمانها من أبسط حقوقها ألا وهو تحقيق أحلامها؟