هل تساءلت يومًا لماذا كان أجدادنا يعيشون لمئة عام وهم بصحة جيدة وعافية، ولماذا مع مرور الزمن بات العمر المتوقع لدى الأفراد لا يكاد يصل الى السبعين عامًا في ظل تقدم العلم والطب والتكنولوجيا؟
وفي الوقت الذي يقول فيه المنطق ان هذه العوامل تصب في مصلحة الفرد وصحته وتجعله يعيش طويلًا فما لم يحظ به سابقًا من مسهلات لحياته بات اليوم بمتناول يديه. الا أن الحال ليست كذلك للأسف فالعمر المتوقع لدى الولادة شهد تراجعًا كبيرًا في مختلف بلدان العالم لأسباب متعددة، صحية وإجتماعية وغيرها.
لكن ومع ذلك ثمة مدينة متطورة لا يزال العمر المتوقع لدى سكانها مرتفعًا مقارنة مع جميع بلدان العالم الأخرى. عن اي مدينة نتحدث؟ إنها مدينة هونغ كونغ التي يبلغ متوسط العمر المتوقع للرجال فيها حوالى 81.3 عاماً، في الوقت الذي تعيش فيه النساء لحوالى 87.3 عاماً.
ما الذي يجعل سكان هذه المدينة يعيشون طويلًا؟
بحسب الدراسات التي عملت على كشف الأسباب التي تجعل من مدينة هونغ كونغ الأولى من ناحية العمر المتوقع لدى سكانها، تبيّن أنّ هذه المدينة:
- تحتل المرتبة الأولى في تمكين البيئة بحيث يتوافر فيها طعامًا صحيًا لجميع السكان بالإضافة الى سهولة المواصلات والمتوفرة بدورها لجميع السكان ويتواجد فيها جميع مقومات العيش الصحي على الرغم من اكتظاظها الكبير بالسكان.
- لديها شبكة توفر مساحات تساهم في دعم كبار السنّ وتشجيعم على القيام بالنشاطات.
- تتميز بالمراكز الصحية المهمة التي توفر للجميع دون استثناء رعاية صحية شاملة وهذا ما يلعب دورًا بارزًا في ارتفاع العمر المتوقع للحياة فيها.
- تتميز بالروابط العائلية القوية بين أفرادها والتي تحث دائمًا على تقديم الرعاية الإجتماعيةوالمعيشية للكبار في السنّ.
- وأخيرًا، والأهم التركيز على رعاية الطفل في سنواته الأولى والتي لا تقل أهمية عن رعاية الكبار في السنّ والتي بدورها تؤثر بشكل مباشر على حياته الصحية في المستقبل.
إقرأي أيضًا: لماذا الاطفال اليابانيون هم الاكثر صحة في العالم؟