كما أنّ هناك من يلومك إذا بلغ طفلك الأربع سنوات ولا يزال ينام بجانبك، كذلك هناك من ينتقدك بسبب الإستلقاء بالقرب منه حتى ينام، باعتبارها عادة سيئة!
"أمي، هل تستلقين بالقرب مني؟" تسأل ابنتي. وأنا أتنهّد لأنه عليّ بعد غسل الصحون. ولكن، يُمكن تأجيل ذلك، فدخلت تحت لحافها الوردي في غرفتها الهادئة، واستلقيت بالقرب منها، حيث همست: "دعينا نتحدّث عن يومنا".
نعم، إنّها أشبه بطقوس بدأنا بها عندما كانت صغيرة كجزء من اللحظات الأخيرة التي نمضيها معاً كل ليلة. نتأمل يومنا؛ ما كان ممتعاً، ما كان صعباً، ما أسعدنا، وما تسبب ربما في حزننا. في هذا السرير، لقد تعلّمت الكثير عنها، وهي تعلّمت الكثير عني. وبالطّبع، بعد انتهاء دردشتنا، تغمض عينيها، وتسحب يدي تجاهها، حيث تكون مرتاحة لمعرفتها أنني بجانبها تماماً.
لم أكن أعتقد أبداً أنني سأكون من الأمهات اللواتي يستلقين بالقرب من أطفالهن حتى يناموا. بل على العكس، كنت اريد أن ينام أطفالي بمفردهم، وذلك ليس فقط لأنّ هناك الكثير من الواجبات والمسؤوليات التي تنتظرني بعد نومهم، ولكن من أجل مصلحتهم واستقلاليتهم أيضاً.
لطالما احتاجت ابنتي الكبرى إلى النوم بالقرب مني. عندما كانت طفلة رضيعة، كنت أهزّ وأغني لها. وعندما بلغت السنتين من العمر، كنت أفرك لها ظهرها، والآن، لا تزال بحاجة إلي حتى تغمض عينيها وهي مطمئنة. هل هي عادة سيئة؟ مُمكن. ولكن، في نهاية المطاف، ألا يستحق الأمر؟
الحقيقة هي أنها ستتعلّم النوم بمفردها قريباً… لن نرسلها إلى الجامعة مع نسخةٍ منا كي تلازمها في غرفتها. فسيأتي يوم ولا تريدني هي ربّما أن أدخل غرفتها، وسأشتاق لتلك اللحظات التي لن تتكرّر!