من المعروف أنّ احتضان الأم لطفلها يجلب الفرح والسعادة لها ولصغيرها. ولكن، هل تعلمين أنّ لذلك آثار إيجابية طويلة الأمد أيضاً؟ بعد الدراسة التي كشفت أهمية احتضان الطفل الرضيع في تعزيز نموه الدماغي، ها إننا اليوم أمام دراسة جديدة أجرتها جامعة نوتردام حيث تبين أنّ الأطفال الذين يحصلون على الحب والحنان في وقت مبكر يحققون التوازن العقلي والعاطفي حين يكبرون.
في الدراسة التي نُشرت في مجلة Applied Development Science، طرح الباحثون على المشاركين الأسئلة التالية: هل حصلوا على العاطفة والحنان عندما كانوا صغاراً؟ هل قاموا بنشاطات عائلية داخل المنزل وخارجه؟ هل سُمح لهم باللعب بحرية داخل المنزل وخارجه؟ هل شعروا بدعم والديهم؟
تؤلف هذه الأسئلة مجموعة المؤشرات لما تُطلق عليه خبيرة علم النفس والأستاذة في جامعة نوتردام دارسيا نارفايز "المكانة التنموية المتطورة". تشير نارفايز إلى وجود علاقة بين الممارسات التربوية التي كانت شائعة في المجتمعات القديمة البدائية والصحة النفسية والتعاطف والذكاء المتزايد لدى الأطفال.تتساءلين عما إذا كنت تتبعين مثل هذه الممارسات مع طفلك؟ الإجابة تكمن في العناصر التالية بحسب عالمة النفس:
- الاستجابة السريعة لاحتياجات الطفل
- استمرار الاتصال الجسدي مع إظهار الكثير من الحب والحنان
- مواصلة الرضاعة الطبيعية
- اللعب والمرح مع الأطفال
وتوصّل الباحثون إلى أنّ الأشخاص الذين حصلوا على الحب والحنان والدعم خلال طفولتهم كانوا أقل عرضة للاكتئاب والقلق وأكثر ميلاً لإظهار التعاطف والحنان تجاه الآخرين. أمّا بالنسبة للبالغين الذين نشأوا في بيئة صعبة ولم يتلقوا الرعاية الواعية في طفولتهم، فكانوا يعانون من مشاكل على صعيد الصحة النفسية كما كانوا أكثر عدوانية وأقل تعاطفاً مع الآخرين.
وفي هذا السياق، تقول الباحثة دارسيا نارفايز: "عندما لا نوفر للأطفال ما يحتاجون إليه في طفولتهم، فهم يكبرون ليصبحوا بالغين ذوي قدرات إجتماعية وأخلاقية متدنية". وأنت، أي أسلوب تربوي تتبعين مع طفلك؟