هل أنت من الأمهات اللواتي يمنعن أطفالهنّ من اللعب في المنزل؟ أشاركك في هذه المقالة أسبابي لترك أطفالي يلعبون بالطابة في الصالون.
في صغري، اختبرت بنفسي أهمية اللعب الحر. كانت أمي تسمح لنا باللعب في المنزل والتصرّف بحرية في كل زوايا البيت. كانت تقول لنا: “إنّه منزلكم وكل ما فيه من ممتلكاتكم، حافظوا على بيتكم لكي يبقى لكم مكانًا مريحًا وخاصًّا”.
كانت تسمح لنا باللعب في المنزل مع تحمّل المسؤولية! وانطلاقًا من هذه المبادئ التي تجمع بين الممتلكات الخاصة، الحرية والمسؤولية، أسمح لأطفالي باللعب في الصالون ولو كانت لعبة كرة القدم!
لا شكّ أنّ كوفيد والحجر المنزلي ساعد في تعزيز مبدأ اللعب الداخلي أكثر وأكثر، إلا أنّني كنت أسمح لأطفالي بذلك حتى قبل هذه الأزمة الصحية العالمية.
في الواقع، جميعنا يعلم أنّ اللعب طريقة طبيعية وممتعة للأطفال للحفاظ على النشاط والبقاء بصحة جسدية ونفسية جيّدة. كما إنّ اللعب المختار بحرية يساعد الأطفال على النمو بشكل سليم فيما خص بناء الشخصية وحسن التعامل مع الواقع.
هذا وقرأت مؤخّرًا، أنّه للحصول على صحة بدنية وعقلية جيدة ولتعلم المهارات الحياتية، يحتاج الأطفال إلى العديد من فرص اللعب غير المنظمة منذ الولادة وحتى بلوغهم سن المراهقة. وهذا لا يقتصر فقط على اللعب غير المنظم في الخارج وإنّما أيضًا في المنزل بينما هم في ملابس النوم وبحال راحة واسترخاء.
لا أخفي عليكنّ، لكن السماح لأطفالي باللعب كل ما يشاءون في المنزل، ساعدني في ترسيخ مبدأ تحمّل المسؤولية والحفاظ على الممتلكات المشتركة. في النهاية، نحن عائلة ولنا مصالح وأماكن مشتركة علينا جميعًا المحافظة عليها.
كنت أقول لأطفالي أنّهم أحرار، كما كانت تقول لي والدتي، ضمن شروط وقوانين لا تقيّد تحرّكاتكم وإنّما تجعلها مسؤولة. قلت مرّة لابني البكر: “يمكنك أن تكسر المزهرية بالطابة، لن تكون نهاية العالم، ولكن عليك تحمّل مسؤولية هذا التصرف. يمكنك إعادة ترميمها أو شراء غيرها إذا كنت تملك ثمنها”.
هذا كلّه في الحقيقة، لأنّ ديكور المنزل لا يعني لي الكثير. أسمح بأن يكتسب أطفالي المهارات وأنماط التفكير هذه لأنّي أصلًا لم أصرف الكثير من الأموال على ديكور بيتي. لا شكّ أنّ الأمر لن يكون سهلًا بالنسبة للنساء اللواتي يعني لهنّ ترتيب منزلهنّ بديكور ثمين وعصري!
إنّها خبرتي وهذه طريقتي بتربية أطفالي، يمكنك تبنّيها ويمكنك اعتماد عكسها. الأمر لك ولحدسك!