من الطبيعي أن يتصرّف طفلك بلطافةٍ مع الآخرين أكثر من منك، ومن الطبيعي أيضاً أن تثير المسألة برمتها حفيظتك وتوتّرك. هل من الطبيعي أن يقوّس الطفل ظهره حين يغضب؟ فحين يتجاهل طفلك كل الجهود التي تبذلينها في سبيل إطعامه أو حمله على النوم، تجدين أنه من غير المقبول أن يغط في ثباتٍ عميقٍ برفقة المربية أو يتناول الطعام بسعادة وشهية مع والده… حاولي ألّا تأخذي الأمر على محملٍ شخصي، إذ قد ينمّ تصرّفه عن مدى تعلّقه بك. ويقول الخبراء إنّه كلما ازداد الطفل تعلقاً بأمّه وكلما شعر براحةٍ أكبر بوجودها، سمح لنفسه بالتنفيس عن غضبه أو التعبير عن انزعاجه، لثقته العمياء بأنها ستظل بجواره مهما كان، والأمر سيان بالنسبة إلى طفلك. وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا التصرف "الشائع والمزعج إلى حد كبير" قد يظهر لدى طفلك بعد مرور يومٍ على تواجده في الحضانة أو في المدرسة لاحقاً، ومرد ذلك إلى بذله جهداً للبقاء متماسكاً والتأقلم مع بيئةٍ غريبةٍ عنه واعتباره المنزل حيث تتواجدين ملجأه ومنفسه الوحيد. لمس الصبيان لأعضائهم الذكرية لا شكّ أنّ ما تقدّم أمر طبيعي جداً، ولكن لا تترددي في استشارة الطبيب إذا ما بانت على طفلك أعراض توترٍ وتعبٍ شديدين وغير مبررين في المنزل أو في أي مكانٍ آخر.