مع تفشي فيروس كورونا ومرور أكثر من عامٍ على الحجر الصحي، أكثر ما يقلقني كأم ليس تأثير ذلك على تطور أطفالي فحسب إنّما الطفولة التي لا تتسنى لهم فرصة عيشها!
متى سينتهي فيروس كورونا وتعود الحياة إلى طبيعتها؟ سؤالٌ يطرحه أطفالي كلّ يوم بعدما اشتاقوا للعودة إلى المدرسة، ولقاء أصدقائهم، ومزاولة أنشطة كالرقص والسباحة والعزف على إحدى الآلات الموسيقية وغيرها من الأمور التي تحفز مواهبهم!
ورغم أنّي كنت أحرص خلال فترة الحجر على التعويض عما يفوتهم من ترفيه وثقافة عبر مجموعة من الأنشطة المسلية التي تقيهم الفيروس وتدعم نموهم المعرفي والإدراكي إلّا أنّ القلق من استمرار هذه الحالة وعدم قدرة أطفالي على عيش هذه المرحلة من حياتهم بشكلٍ طبيعي لم يفارقني أبداً.
ومن الواضح أني لم أكن الوحيدة التي تعاني من تلك المخاوف بل هناك الكثير من الأمهات اللواتي اختبرنها ولا يزلن خصوصاً وأنّ جائحة كورونا لا تميّز بين أحد. نعم، تلك المخاوف لم تتركني وشأني؛ أمضيت لياليٍ أبكي وأنا أفكّر بالذكريات الجميلة التي لم تسنح لي الفرصة لصنعها معهم. ولكن، عند الإستماع إلى الأخبار وعما يحصل في العالم، وكم من عائلاتٍ فقدت عزيزاً بسبب هذه الجائحة… توقفت وقلت لنفسي: "ماذا أفعل؟ همّي ليس نقطة في هموم غيري؟ طالما أنّي موجودة لأهتم بأطفالي… الدنيا بخير… وهم سيكونون بخير أيضاً!
من الطبيعي أن نشعر كأمهات بالضيق والقلق والخوف مما يخبئة المستقبل لأطفالنا، ولكن من غير الطبيعي أن نجعل من هذا القلق هاجساً لا يؤثر على صحتنا النفسية فحسب بل على أطفالنا الذين يشعرون ويمتصون الطاقة التي نبعثها لهم!