لا شكّ أنّ حبّ زوجكِ لطفله لا يضاهى، فهو مستعدّ للتضحية بكلّ شيء من أجل تحقيق سعادته وتأمين الأفضل له… ولكن لا تتفاجئي إن لاحظتِ شعور الغيرة يتسلّل إليه عندما تبدين الإهتمام بصغيركما! هذا الأمر طبيعي للغاية، خصوصاً وأنّ الزوجة إجمالاً تتصرّف بشكل أكثر عاطفية وحنان عندما تهتم بطفلها، في حين أنّ ضغوطات الحياة اليومية قد تدفعها إلى التصرف المعاكس تماماً مع زوجها، رغم أنّها ضمنياً تحبّه وتهتمّ لأمره.
نتيجة لهذه العفوية التي قد لا تتنبّه لها الزوجة، يبدأ الرجل بالشعور بأنّه بات مهملاً، وأنّ الإهتمام كلّه يصبّ في خانة الطفل، ليحاول جاهداً إخفاء غيرته!
فكيف تتصرّفين إن لاحظتِ أن زوجكِ يعاني من هذا الصراع، أو إن أردتِ تفاديه أساساً؟ إليكِ بعض النصائح المفيدة في هذا الخصوص:
عمل الفريق:
> قسمّي المهام بينكِ وبين زوجكِ، ليس ضرورةً بالتساوي، بل على قدر ما يسمح جدوله اليومي وواجباته خارج المنزل وداخله
خصوصاً وإن كنتِ أمّاً حديثة، أو حتّى كان لديكِ أكثر من طفل، قد تجدين نفسكِ منهمكة ما بين تدبير أمور المنزل، تأمين الطعام والعناية اللازمة، وإيجاد وقت للإهتمام بالزوج أيضاً. لذلك، لا تأخذي الموضوع بأكمله على عاتقكِ، وحاولي التعامل مع تربية الطفل كعمل فريق؛ قسمّي المهام بينكِ وبين زوجكِ، ليس ضرورةً بالتساوي، بل على قدر ما يسمح جدوله اليومي وواجباته خارج المنزل وداخله. هكذا، سيشعر الزوج أنّه شريك فيما يحدث، وليس طرفاً آخراً مهملاً، كما أنّه سيستطيع رؤية الأمور من وجهة نظركِ، وتفهّمكِ إن إتشغلت عنه.
الوقت المخصص لماما وبابا:
مهما كان يومكما مزدحماً، من المهمّ أن تخصّصا وقتاً ثابتاً لإعادة الشعلة إلى علاقتكما. على سبيل المثال لا الحصر، حدّدي لطفلكِ موعداً للنوم لا يستطيع تجاوزه، واشرحي له أنّ هذا الوقت مخصص لماما وبابا كي يستطيعان مناقشة بعض الأمور المهمة، وذلك كي لا يقاطعكما بإستمرار. احرصي قدر الإمكان على أن يكون هذا الوقت مجالاً للإسترخاء وإستعادة الحميمية بينكِ وبين زوجكِ، إلى جانب مناقشة المواضيع التي لا يمكن مناقشتها أمام طفلكما.
كذلك، تخلّصي من مختلف سبل الإلهاء التي قد تؤثر على نوعية الوقت الذي تقضيانه سوياً، وعلى رأسها ظاهرة تصفّح وسائل التواصل الإجتماعي على الهاتف أو الحاسوب المحمول.
> لا تتردّدي في إظهار حبّك له وتقديركِ لجهوده اليومية من خلال لفتات صغيرة لا تتخذ منكِ الكثير من الوقت، حتّى في وجود الطفل
أظهري حبّكِ:
يقع معظم الأمهات في خطأ التذمّر عن الزوج أمام الأطفال، حتّى في سبيل المزاح، الأمر الذي قد يشعره بأنّه طرف غير محبوب وخارج الصورة. عوضاً عن ذلك، لا تتردّدي في إظهار حبّك له وتقديركِ لجهوده اليومية من خلال لفتات صغيرة لا تتخذ منكِ الكثير من الوقت، حتّى في وجود الطفل. فخطوة كهذه ستمنح زوجكِ الإطمئنان الذي يحتاجه، ورسم صورة نموذجية جيّدة للعلاقات الزوجية لدى طفلكِ في المستقبل!
ختاماً، من الضروري أن تتفهّمي مشاعر الغيرة الطبيعية هذه لدى زوجكِ، وأن تقدّمي الدعم والمساندة له بدلاً عن مواجهته والحكم عليه بأنّه أناني وليس أباً صالحاً!
إقرئي المزيد: فوائد الغيرة بين الزوجين