"طفلي يتصرّف على نحو سيء جداً برفقتي في المنزل أو خارجه، ولكنّه وفي رفقة الآخرين، وبالأخص في المدرسة، يتصّرف كالملاك الخجول"، جملة نمطية نسمعها كثيراً من الأمّهات، وهي على الأرجح تمثّلكِ أيضاً! فهل لاحظتِ أن سلوك طفلكِ يكون أسوأ في حضوركِ؟
هل يقع اللوم علي؟
لا تلومي نفسكِ؛ إذ أنّ الأمر لا يعود إلى تساهلكِ المفرط معه، أو نظرته السلبية نحوكِ. فعلى ما يبدو، لهذا التصرفّ أسباب إيجابية في الواقع!
فكرّي بالأمر على هذا النحو: الأم بنظر طفلها أشبه بالحاوية التي يستطيع داخلها رمي كلّ المشاعر السلبية التي يحملها، دون القلق من ردّة فعلها، ومن أنّها ستحكم عليه ولن تحبّه بعد الآن.
طفلكِ ينظر إليكِ كملجأ آمن يستطيع اللجوء إليه للتصرف على طبيعته دون ادعاء او تصنّع، فيفجّر بعضاً من "مواهبه غير المحبّبة"، ويفاجئك بتصرف معاكس كلياً للذي يعتمده خارج المنزل.
بالتالي، لا تقومي بالتركيز على هذه النقطة وتوبيخه عنها، فمن المهم أن يكون لطفلكِ ملاذ آمن من ضغوطات الحياة، كما الأسس والقوانين التي عليه الالتزام بها في مدرسته وأمام المجتمع.
فهل تفضّلين أن يتصرّف على هذا النحو في الخارج أيضاً؟ بالطبع كلا! فطالما هو تحت ناظريكِ، تستطيعين السيطرة على ردّات فعله، تهدئته من نوبات الغضب بالأخص في الخارج، وتعليمه كيفية التعامل مع مشاعره.
الجزء الممتلئ من الكوب
ولكن لحسن الحظّ، لهذه النقطة إيجابيات أيضاً تطغى على السلبيات، فهو على رغم احتفاظه بما هو سيء للتعبير عنه أمامكِ، سيقوم طفلكِ بالإحتفاظ بما هو جيّد أيضاً، ليذهلكِ بتصرّفاته وأفكاره الرائعة، ويأتمنكِ على أسرارٍ ستتذكرينها طيلة حياتكِ.
لذلك، وفي المرّة المقبلة التي يتصّرف فيها طفلكِ على نحو سيء في حضوركِ، حاولي النظر إلى الناحية الإيجابية وإفتخري بأنّكِ تقومين بعمل ممتاز: إبنكِ يشعر بأمان وراحة كليّة معكِ، ويقوم بالتعبير عن كلّ هذه المشاعر المكبوتة التي يخشى الإفصاح عنها في وجود أي شخص آخر!
إقرئي المزيد: هذا هو الراتب الذي كنت ستتقاضينه لو ان الامومة وظيفة ككل الوظائف!